رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«منة» تنجو من حكم بالموت بحب أمها وتوأمها: أنا شكلي حلو

كتب: آية المليجى -

02:38 م | السبت 20 مايو 2023

التوأم منة ومليكة

زرع الجميع الخوف بداخلها ولم تجد من وفاة رضيعتها فرارًا فالكل يتحدث عن احتمالات مؤكدة، أن ما أصاب جنينها نهايته الموت عقب الولادة، لكن ما هدأ من روعها بأن الله زرع في رحمها توأمًا، وما إن تضعهما سترحل إحداهما وتتبقى الأخرى تعيش معها لحظات الأمومة، لكن للقدر كلمة أخرى، إذ خاضت رشا ربيع رحلة من الصبر والرضا عاشتها مع رضيعتها التي تحدت الموت وبقيت على قيد الحياة ورغم ما تعانيه من تشوهات خلقية لم تصيب توأمها لكن الثقة التي ألقتها الأم الثلاثينية أضاءت الحياة في وجه طفلتها. 

قبل قرابة الـ7 أعوام كانت رشا ربيع على موعد جديد مع تجربة الأمومة، لتهب ابنها ذي الـ9 أعوام، آنذاك، شقيق يقاسمه الحياة، وما زاد من الفرحة هو معرفة الأم الثلاثينية بأنها تحمل بين أحشائها توأم، لكن الفرحة لم تكتمل، فمع المتابعات الدورية لفترة الحمل، أظهرت الأشعة الأطبية وجود مشاكل صحية خطيرة بأحد الجنينين.  

صدمة الأم بتشوهات إحدى الجنينين: دكاترة قالولي هتموت 

«اكتشفنا وجود مشكلة في السائل النخاعي» هكذا بدأت الأم، التي تعمل محاسبة، حديثها لـ«هن»، تلقت وقتها، نصائح من الأطباء بضرورة الإجهاض حماية من إنجاب إحدى الطفلتين مصابة بتشوهات خلقية خطيرة من بينهما الشفة الأرنبية، لكن بمشاعر الأمومة رفضت «رشا» هذا الحل، مصرة على استكمال الحمل ومنح توأمها حق الحياة «قررت أسيبها على ربنا». 

وكلما مرت أشهر الحمل كلما تزايد حجم الخطورة على حياة التوأم وما إن وضعتهما في بداية الشهر التاسع بأحد مستشفيات القاهرة، حيث تعيش الأسرة، تحدث الأطباء عن حتمية وفاة الجنين المصاب، إذ قرورا عدم وضعها في الحضانة مثل توأمها، فما هي إلا ساعات وترحل عن الحياة هكذا تنبأ الأطباء «قالولي كدا كدا هي ميتة.. دي حلاوة روح».

استعداد الأسرة لدفن الرضيعة.. والأم: قولتلها هتسبقيني على الجنة

سلمت الأم بقضاء الله واستعدت الأسرة لدفن الرضيعة «جهزنا المقابر وفتحناها»، بحسب الأم، التي واصلت حديثها بتأثر شديد متذكرة اللحظة الأولى حين رأت رضيعتها المصابة بتشوهات تؤكد استحالة بقائها على قيد الحياة «خدتها في حضني وفضلت أكلمها»، وبكلمات حانية تحدثت مع رضيعتها: «قولتلها متخافيش.. أنتي هتسبقيني في مكان أحسن وإحنا هنجيلك». 

لكن الرضيعة التي أسمتها الأم بـ«منة» أبت الرحيل عن الحياة، رغم تنبؤ الجميع، لتصر الأم على ضرورة وضعها في الحضانة لتنعم بمزيد من القوة «الكل رافض أني ادخلها حضانة»، وعقب يومين بدأت «رشا» رحلتها مع رضيعتها التي تواصل الحياة بأنفاس متعبة، أجرت الأم أشعة السونار للرضيعة وانتهى الأمر بإجراء عملية تركيب صمام لإزالة المياه على المخ.       

تشبث الرضيعة بالحياة.. والأم: «كنت بقولها الشيخ حسني» 

جولات مستمرة بين الأطباء خاضتها الأم برفقة الرضيعة، التي ظن الأطباء بأنها ستصاب بالعمى «كنت بدلعها أقولها الشيخ حسني»، لكن ما غن استشعرت الأم بمزيد من الأمل حول حياة الطفلة قررت أن تعاملها كتوأمها حياة طبيعية لا شيء يفرقهما «قررت اتعامل معها أنها مش مريضة.. بنتي عادية زي توأمها».    

فمع الأشهر الأولى للتوأم «منة ومليكة» لم تفرق الأم في معاملتهما، لتعطي «منة» مزيدا من الأمل في استجابتها للإشارات الحسية وتقضى على ظنون الأطباء بالعمى، وتبصر الرضيعة على ما حولها «منة بقت تشوف زي مليكة»، وشيئا فشيئا صارت «منة» على خطوات متقاربة مع توأمها رغم التشوهات الخلقية «بقت تمشي وبقت تتعلم مننا». 

الرضيعة تتحدى الأطباء وتنمو بشكل سليم: نسينا أنها تعبانة 

كبرت الرضيعة وصارت في مرحلة الطفولة وتزايد أسئلتها للأم حول سبب زيادة حجم رأسها عن الطبيعي وعن الاختلاف بينها وبين توأمها، لتبدأ «رشا» رحلة جديدة من الثقة بالنفس تزرعها بداخل ابنتها «بدأت أقولها أن الاختلاف طبيعي.. وأن الناس كلها مش شبه بعض»، لتزيد «منة» في إبهار من حولها بمهاراتها «هي بتحفظ أسرع من أختها التوأم.. هي طفلة طبيعية جدًا بغض النظر عن أي تشوه».    

قررت الأم الثلاثينية إغلاق صفحة مرض طفلتها والحصول على استراحة من جولات الأطباء قبل أن تخوض الرحلة مع أخرى مع تقدم عمرها، فمع بلوغ «منة» عامها السابع سوف تجري عملية في اللثة، وتتبعها بأخرى في المخ مع إتمامها عامها الرابع عشر، بحسب حديث الأم. 

التحق التوأمان بمرحلة رياض الأطفال وتتعرض «منة» للتنمر بسبب ملامحها المختلفة عن باقي زميلاتها، لكنها لم تشعر بالخوف أو النقص من ملامحها لتفاجئ الجميع بردودها «أنا شكلي حلو».