لم تكن جداريات المصريين القدماء توثِّق فقط تاريخهم في الحروب والانتصارات في الغزوات والمعارك، بل كانت تعكس أيضًا جمال المرأة الذي يتجلى في صورة تماثيلها وملامحها، وعلى سبيل المثال، تمثال الملكة نفرتيتي زوجة الملك اخناتون، يبرز جمال ملامحها، كما أن شعر الملكة تي المتدرج «الويفي»، التي عُثِرَ على مومياء خاصة بها، لا يزال يثير حتى يومنا هذا الاهتمام، ويتساءل البعض عن سر بقائه وجماله، وفي هذا السياق، يعرض التقرير التالي بعضًا من أفكار المصريات لروتين العناية بشعرهن.

روتين شعر ملكات مصر 

كانت ملكات مصر تولي اهتمامًا خاصًا بالمواد الطبيعية والزيوت العطرية التي كانت تُصنع في ذلك الوقت. فقد كانت تعتني بشعرهن باستخدام هذه المواد الطبيعية والزيوت العطرية، لجعله جميلًا ورائحته عطرة ومميزة. وقال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مساء DMC» الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحصري، إن روتين شعر ملكات مصر، بما فيها الملكة «تي» التي أثار حديث رواد التواصل الاجتماعي، كان يشتمل على مكونات متاحة للجميع وسهلة الحصول عليها. وكان أحد هذه المكونات هو دهن البقر وزيت الزيتون وزيت الصنوبر، والتي تم استخدامها لصنع كريم خاص بشعر الملكة تي.

حكاية القمع الفخاري على رؤوس المصريات

وعن سر القمع الفخاري الذي يحتوي على مادة عطرية تحملها ملكات ونساء مصر القديمة والذي ظهر على جدران المعابد، قال عماد مهدي، الخبير الأثري وعضو اتحاد الأثريين، في حديثه لـ«هُن»، إنه حتى المرأة البسيطة كانت جميلة، وتتمتع بالجمال ككل امرأة مصرية، سواء من النبلاء أو عامةً الشعب، والنظافة كانت العامل المشترك بين سيدات مصر، إذ ظهر في الكثير من الرسومات بوجود قمع فخاري مقلوب فوق رأس السيدات دائمًا كانت تلبسه المرأة، وبه فى نقوش عديدة يحوي مادة دهنية عطرية، بمجرد وقوع الشمس عليها، يسخن الفخار وينساب العطر السائل الزيتي المصنوع من الشموع والزيوت على شعرها فتنتشر رائحتها العطرة.