ماذا يحدث في ليلة القدر؟ سؤال يتبادر إلى أذهان العديد من المسلمين رغبة في تحسس أجر هذه الليلة المباركة، والفوز بفضلها العظيم، كونها واحدة من أفضل الليالي المباركة التي خصها المولى سبحانه عز وجل في كتابه العزيز، فقال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

ماذا يحدث في ليلة القدر؟ 

وللرد على التساؤلات بشأن ماذا يحدث في ليلة القدر؟ أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك العديد من الأمور التي تحدث للعباد في هذه الليلة المباركة حتى طلوع الفجر، إذ فسر البغوي بأن قول الله عز وجل: «تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ» يعني أن جبريل عليه السلام نزل إلى الأرض مع الملائكة {فِيهَا}، و{بِإِذْنِ رَبّهِم من كل أمر} أي: بكل أمر من البركات والخير.

وفسر ابن كثير آيات الذكر الحكيم كاشفًا عما يحدث في ليلة القدر، قائلًا إنه يكثر بها تنزّل الملائكة لفيض بركتها، والملائكة يتنزلون مع الرحمة والبركة، ويتنزلون عن تلاوة القرآن وقراءته، حيث يحيطون بحلق الذكر.

ووفق ابن كثير أعداد الملائكة في الأرض تفوق أعداد الحصى في الأرض، إذ يتقبل المولى عز وجل توبة كل تائب، وفيها تُفتح أبواب السماوات، وتظل الملائحة بين حالتي الصعود والهبوط من الأرض وإليها.

كما تتسم ليلة القدر بكثرة نفحاتها الربانية ورحماتها، لذلك حث الله رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - على اغتنامها والفوز بها وببركاتها. 

وللتعرف عن ماذا يحدث في ليلة القدر، فسر مجاهد قوله تعالى في كتابه العزيز: «سَلَـٰمٌ هي حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ»، أن «سَلَـٰمٌ هي»، تعني بأن هذه الليلة المباركة سالمة لا يتمكن خلالها الشيطان فعل أي أذى أو سوء، فيما فسرها ابن الجوزي، تفسيرين ألا وهما، أنها ينتشر بها البركة والخير والسلام، أو أنه لا يرسل فيها شيطان إلى الأرض أو يحدث بها داء أو مكروه.

خير كبير يحدث في ليلة القدر 

فيما كشف الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى، خلال مقطع فيديو عبر القناة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، بمنصة الفيديوهات «يوتيوب»، أنه حسب ما ذكر في حديث الصحيحين «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا وكلمة إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

وتابع أمين الفتوى حديثه موضحًا أن الحديث الشريف يحمل معانٍ مهمة، وهي التي تشمل ما مضى من الإشارات، أي ما يعني أن هناك احتساب من العبد لوجه الله تعالى، ولا يريد شيئًا، ولا يعبده طمعًا أو خوفًا، إلا ما يعبد لأن الله يستحق أن يُعبد.

أما بشأن معنى غفر له ما تقدم من ذنبه، قال أمين الفتوى مستنكرًا: «وهل بعد ذلك ثواب أو أجر؟»، موجهًا نصائحه للمسلم والمتعبد بهذه الليلة المباركة، بأن يُحسن إخلاصه لله عز وجل، ويُحسن تذلله، ويعيش حالة لقاء الله، لأن هذه أجواء إيمانية تأخذ العبد إلى النور أخذًا، مستطردًا: «فلنترك أنفسنا في جو العبادة، ولا نريد أن نشغل أوقاتنا بما لا يفيد، فإذا رغبت في التسلية اتركها لبعد رمضان».

سر إخفاء ليلة القدر 

أما بشأن سر إخفاء ليلة القدر المباركة، قال الدكتور محمد وسام، إن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نتلمس ليلة القدر، وعيش حسن الختام، وهذا هو السر في إخفاء الليلة.

وتابع أمين الفتوى قائلًا: «إنما الأعمال بالخواتيم، لذلك يريد الله منا أن نحسن توديع ضيفه، فرمضان هو ضيف الرحمن، وهذا من لطفه سبحانه وتعالى أن يوفق عباده إلى حسن الختام، وحسن الختام هنا يعني أن تحسنوا ختام شهركم الفضيل، فإذا فعلنا ذلك، عوضنا ما نقص من همتنا فيما مضى من رمضان، وأقبلنا على الله إقبال الصادق، الذي يريد أن تكون هذه الأيام شاهدة له لا عليه».

أجر عظيم يحدث في ليلة القدر 

وإلى جانب ما تحمله ليلة القدر من روحانيات مباركة وخير كثير، وتنزّل للملائكة، كشف الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى، عن أجر عظيم يحصل عليه المسلم إذا قرأ القرآن في الليالي العشرة، قائلًا: «إذا قرأت القرآن في هذه الليالي وافقت نزوله أول مرة، وكلما وافقت الحدث عيشت تجلياته ونالتك أنواره»، لذلك حث أمين الفتوى، المسلمين على تلاوة القرآن في تلك الليالي والتعبد والتقرب إلى الله عز وجل حتى يحصلون على أفضل الأجر عند الله.