رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية «إيزادورا» شهيدة للحب.. ألقت نفسها بالنيل بسبب فرمان لوالدها كسر قلبها

كتب: غادة شعبان -

01:52 م | الخميس 16 مارس 2023

شهيدة الحب إيزادورا

ضحت بروحها فداءً لحبها، ظلت متمسكة به حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعدما قررت إنهاء حياتها لرفض والدها الذي كان حاكما لإقليم المنيا، زواجها من حبيبها، لتصبح «هبة إزيس»، المعروفة باسم شهيدة الحب «إيزادورا»، من أهم نساء مصر الفرعونية، الذين خلد التاريخ اسمهن، بعدما ضربت مثالا قويا على مدى استعداد المرأة في مصر القديمة للتضحية.

قرية «إيزادورا» التي يتردد عليها أفواج من مختلف الجنسيات، تضم مقبرة خاصة بالفتاة، التي ضحت بحياتها فداء للحب، مدون عليها قصتها وتفاصيل إنهائها لحياتها، بعد حرمانها من حبيبها، حيث تضم المقبرة على حجرتين، الداخلية تتكون من سرير عليه مومياء تلك الفتاة، التي كانت تقطن مدينة «أنتنيوبولس»، التي تعرف حاليا في محافظة المنيا، باسم «الشيخ عبادة»، والتي ماتت غريقة، كما يوجد نص باليونانية كتبه والدها رثاءً لها على جانبي المدخل المؤدي إلى الحجرة الثانية، التي يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثاني الميلادي.

حكاية «إيزادورا»

تحدث الدكتور عماد مهدي، الخبير الأثري لـ«الوطن» عن مقبرة «إيزادورا»، إذ قال: «بنتيت مقبرة شهيدة الحب (إيزادورا) من الطوب اللبن المحروق، لونه قاتم، وفي معظم الأجزاء مطلي باللون الأبيض من الداخل والخارج، ينتصب أمام المدخل مذبح يعلوه تاج هرمي عند الأركان الأربعة، كانت فتاة جميلة ضحت بحياتها وهي بعمر الـ16، عاشت حياة بائسة بعدما منعها والدها من حبيبها».

كان والد «إيزادورا»، حاكما بالمنيا، وكان قصره الكبير موجودا في مدينة «انتنيوبولس» المطلة على النيل والحقول الخضراء، التقت الحب لأول وآخر مرة في حياتها حين وقعت عيناها على الضابط المصري «حابي»، الذي كان يعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة خمنو (الأشمونين حالياً)، وكان من قوات الحراسة الموجودة في المدينة، ومن أبناء عامة الشعب.

قصة اللقاء الأخير والتضحية بالحياة

خرجت «إيزادورا» من مدينتها عبر النهر، لتحضر احتفالات خاصة بـ«تحوتي»، رمز الحكمة والقلم في مصر القديمة، وهناك قابلت الضابط حابي فتعلقت به وافتتن بها، حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليلة، واستفاض الخبير الآثري في الحديث: «كانت تذهب إليه عند البحيرة، وكان يأتي إليها بجوار قصر أبيها، وبعد 3 سنوات من الحب الصادق، علم أبوها بذلك، وقرر أن يمنع هذا الحب من أن يستمر، ففي عرفه لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصري، وأبلغ الحراس بتتبعها، وفي منتصف طريقها بوسط النيل، قررت إلقاء نفسها في النيل».