في سيناريو لا يتكرر كثيرا شهدت مدينة محل الدمنة التابعة لمحافظة الدقهلية، خروج سيدة لحياتها الطبيعية مرة أخرى بعد أن حكم عليها بالإعدام، وارتدت البدلة الحمراء لمدة 3 سنوات كاملة، وانتظرت خلف القضبان لتنفيذ الحكم، ولكن فوجئت بحكم تاريخي بـ«البراءة» من التهمة المنسوبة إليها بقتل زوجها.

اتهام الزوجة بالقتل

‎«كريمة السيد عبدالحميد يوسف» اتُهمت عام 2017 بقتل زوجها، وظلت خلف القضبان تنتظر تنفيذ حكم المحكمة التي حكمت عليها بالإعدام شنقًا مع موافقة رأي مفتي الديار المصرية بإعدامها.

‎دخلت كريمة السجن وهي فى عمر الـ35 عاما، وارتدت بدلة الإعدام الحمراء لفترة 3 سنوات، إلى أن جاء لها الأمل من جديد بعد دعواتها، وقرر محاميها تقديم طعن على الحكم في محكمة النقض وتقديم عدد من الأدلة للمحكمة، والتي أثبتت أنها قدمها كانت مكسورة، وكانت في الجبس قبل أيام قليلة من وفاة زوجها الذي اتهموها بقتله.

دموع كريمة كانت تتسارع وهي تحكي رحلتها داخل القضبان حتى ظهور براءتها واحتضانها لبناتها مرة أخرى، وقالت: «أنا ظلمت لفترة 6 سنوات خلف القضبان واتحرمت من بناتي، ولكني كنت على يقين بأن الله سينقذني ويظهر برائتي، وكان يقيني بأنني هخرج في يوم من الأيام، ومن كثرة الظلم الذي تعرضت له أصيبت بجلطة في قدمي اليمنى ومكنتش بقدر أمشي عليها».

واستجمعت قوتها مرة أخرى وأكملت حديثها: «أهل زوجي اتهموني في قتله وبعد سجني رفضوا يستقبلوا بناتي واتحطوا في دار ايتام وبعد الحكم عليا بالإعدام اتقفلت كل الأبواب في وشي، ولبست البدلة الحمراء وكنت انتظر 3 سنوات بتنفيذ الحكم، حتى أحضر المحامي الخاص بي أدلة لمحكمة النقض التي قررت في جلستها الأولى ببرائتي من التهمة المنسوبة ليا».

براءة كريمة بعد صدور الحكم 

‎وأكد وهدان فاروق، محامي كريمة، بأنه تمكّن من الحصول على حكم لموكلته بالبراءة وهو حكم لم يتم منذ عام 1986 بإلغاء حكم الاعدام وخروج المتهم للحياة مرة أخرى.

‎كما أوضح أن موكلته كانت بريئة وبدعواتها ظهر الحق بأنها لم تقتل زوجها، مؤكدًا أنه سيقيم دعوى لفتح تحقيق عاجل في مقتل زوجها، والمطالبة بتعويضها على الفترة التى كانت فيها بالسجن وضياع 6 سنوات من عمرها، موضحًا أنها قضت 3 سنوات كاملة وهي ترتدي البدلة الحمراء وتنتظر الموت.