رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أطفال ناجون من الموت يبتكرون «لعبة الزلزال» لمواجهة الكارثة.. ماذا فعلوا؟

كتب: نرمين عزت -

10:51 ص | الخميس 16 فبراير 2023

أحد الأطفال الناجين من زلزال تركيا

على متن إحدى العبّارات في ميناء إسكندرون التركي، بدأت علامات استيعاب الأطفال الناجين من مأساة الزلزال المدمر، للكارثة الإنسانية المؤلمة التي حلت بهم، من خلال الألعاب التي يمارسونها في ملجأهم الجديد، بعدما فقدوا بيوتهم وأسرهم، وتبنتهم إحدى المعلمات التي تحاول التخفيف عنهم أثر الصدمة، وتراقب ردود فعلهم التي أدهشتها، إذ استوعب الصغار الكابوس الذي مر بهم، وحولوه أوجاع المعاناة إلى ألعاب يتفادون بها، قلقهم تجاه الهزات الأرضية التي ما زالت مستمرة.

ابتكار الأطفال للعبة «الزلزال» 

لاحظت المعلمة التركية بشرى جيفليك، أن الأطفال المشردين الذين فقدوا منازلهم والبعض منهم فقد أسرته، بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، بدأوا يلعبون لعبة أسموها «الزلزال»، في خطوة تكشف محاولتهم استيعاب ما حدث، ومواجهة قلقهم المستمر من الهزات الأرضية، فقد استخدموا لبنات أو أحجار البناء، من خلال تصميم حائط أو بناء، ويفكرون في مدى مقاومته لتلك الهزات القوية: «يتحدث الأطفال عن الزلزال، ويضعون لبنات البناء بعضها فوق بعض ويتساءلون، هل هذا سيصمد أمام الزلازل؟ هل هو مستقر أم سينهار؟»، وفقا لموقع «سكاي نيوز».

بعد الصدمة التي كانت كابوسا لم ينته، استوعب الصغار أنهم أمام حدث مهم يستدعي أن يفكروا فيه بشكل عملي، من خلال التفكير في الأبنيه التي يمكنها أن تصمد أمام الهزات الأرضية، وتحميهم من فقدان مسكنهم، إذ أن الأطفال الذين ابتكروا لعبة الزلزال، هم عبارة عن 22 طفلا في فصل دراسي مؤقت على متن عبارة، تحولت إلى عيادة وملاذ في ميناء إسكندرون، حيث تتعهد «جفليك» برعايتهم.

ألعاب أخرى يستخدمها الأطفال 

لم ينته الشعور بالمسؤولية وإدراك الموقف لدى الأطفال عند لبنات البناء، والتفكير هل ستتحمل الهزات الأرضية أم لا، بل أنهم أيضًا بدأوا يلعبون بمجسمات سيارات الإطفاء لمساعدة، الموجودين تحت الأنقاض وإنقاذ أرواحهم، قالت «جفليك»: «يقول الصغار علينا الذهاب إلى منطقة الزلزال بسرعة».

على عكس هؤلاء الأطفال، هناك آخرين لم يتحملوا الموقف وما تزال الصدمة تسيطر عليهم، بحسب ما كشفته حسيبي إبرو، إخصائية نفسية تعمل على متن العبارة التي يعيش عليها الأطفال: «هناك أشخاصا آخرين كانوا يجهشون بالبكاء، ويعانون من صعوبة في النوم، لذلك أقول دائمًا للناجين من الزلزال، إن ما يمرون به طبيعي، وأن هذه الأعراض ستنخفض تدريجيا، بمجرد العيش في بيئة آمنة».