رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خبير أثري: الطلاق في مصر القديمة بسبب الخيانة والغيرة.. وحضانة الأطفال للزوجة «حوار»

كتب: غادة شعبان -

09:30 م | الأربعاء 15 فبراير 2023

الدكتور عماد مهدي

قبل 7 آلاف سنة، قدّس المصريون القدماء الزوجة والحياة الأسرية، التى كانت قائمة على أسس وقواعد لا يُسمح بالخلل بها، والتى توثق أثناء عقد الزواج بين الطرفين وأمام أكثر من 16 شاهداً، والتى تُدوّن ضمن 20 بنداً، ومن يخالفها يعرّض نفسه للعقاب الرادع.

المصرى القديم كان يعتبر الزواج رابطاً لا يتجزّأ، الزوج لا يُهين زوجته، ولا يجرح كرامتها، ولا يقسو عليها، حتى إن أخطأت، الحُب والعشق عرفناه من خلال البرديات واللوحات والتماثيل التى وُجدت فى المعابد، التى وثّقت أعظم قصص العشاق، إذ كانت تحظى الزوجة بمكانة مختلفة تميزها عن أى امرأة، وكان الزوج يعتبرها شريكته فى الحياة الدينية والدنيوية، حتى إن استحالت العشرة بينهم وانتهى الأمر بالطلاق تحصل على جميع حقوقها، والتى أوضحها لـ«الوطن» الدكتور عماد مهدى، الخبير الأثرى وعضو اتحاد الأثريين، مؤكداً أن المرأة الفرعونية كانت تنعم بالاحترام والتقدير من قبل الزوج.

عُرف عن المصرى القديم الدهاء والفطنة.. فكيف كان يدير الخلاف مع الزوجة ويمتص غضبها؟

- كان الحكماء يوجّهون وصايا عدة للأزواج أثناء عقد الزواج، أمام الشهود الـ16، بضرورة التعامل بالحكمة وحُسن التصرّف مع الزوجة، لعل من أشهر تلك الوصايا لـ«بتاح حتب»، الذى أوصى ابنه بضرورة الاعتناء بزوجته، وقدم له مفاتيح السعادة الزوجية حينما قال: «أحب شريكة حياتك، اعتن بها ترعَ بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكسُ ظهرها وعانقها، افتح لها ذراعيك وادعُها إلى إظهار حبك لها، واشرح صدرها وأدخل السعادة إلى قلبها، فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته، فهو بيت حياتك».

كما تحدث الحكيم «آني» أيضاً عن كيفية التغاضى عن الخلافات الزوجية بين الزوجين، حينما قال: «تعلم كيف تدير أسباب الشقاق في بيتك، لا تكن رئيساً متحكماً لزوجتك في منزلها، يدك مع يدها، أدرك محاسنها».

الإضرار بالزوجة كان مكروهاً.. وفي حالة تعرّضها للأذى كان يحق لها تقديم شكوى ضد الزوج.. وفي حالة وجود أبيها كان له الحق فى التصرف لحماية ابنته، كيف كانت الزوجة تحصل على حقوقها من الزوج؟

- جاء فى أحد النصوص التى ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، أن أحد الآباء جعل زوج ابنته يُقسم أمام الشهود إنه لن يؤذى زوجته بالقول مرة أخرى، وإنه إذا فعل ذلك ثانية فسيُجلد مائة جلدة، ويُحرم من كل ما يحصل عليه من كسب مشترك، وهذا ما يشير إلى أن الإضرار بالزوجة كان مكروهاً، وفى حالة تعرّضها للأذى كان يحق لها تقديم شكوى ضده، وفي حالة وجود أبيها كان له الحق فى التصرف لحماية ابنته.

ما أشهر الخلافات الزوجية التي شهدها الأجداد والسلف؟

- حادث اغتيال الملك «رمسيس» الثالث، الذي يُعرف تاريخياً باسم «مؤامرة الحريم»، كان من أشهر الوقائع، حيث قُتل الملك على يد نساء القصر بسبب الغيرة بين الزوجات والأبناء طمعاً في العرش، والتي دوّنت في بردية دورين.

كما شملت الخلافات الزوجية أيضاً مشكلات تتعلق بالأبناء أو الخيانة، كمعاناة المرأة من عيب خلقي كعدم الإنجاب أو أن الزوج كره البقاء معها أو لسبب الخطيئة الكبرى، وهى «الخيانة الزوجية»، كما كان للزوجة ترك منزل الزوج حال كرهها البقاء معه، أو لوجود امرأة أخرى في حياته، وهنا يتم الاتفاق بين الطرفين على الطلاق.

وماذا عن حضانة الأطفال بعد الانفصال؟

- لا توجد مصادر موثّقة حتى الآن في ما يخص حضانة الأبناء، وربما كان قرار المحكمة يفصل في النزاعات بين الزواج، كما يحدث حالياً في «محكمة الأسرة»، وذكرت بعض النصوص المصرية، التي ذكرها سليم حسن في موسوعة مصر القديمة، ما يحث الزوج على الزواج من أهل القرية، حتى لا يبتعد عنه الأبناء، لذلك يُرجّح أن حضانة الأطفال كانت للزوجة.

هل كانت الزوجة تحصل على تعويض ونفقة؟

- ضمان حقوق الزوجة بعد الطلاق كان شيئاً أساسياً لا غنى عنه، ويوقع عليه الزوج أثناء عقد الزواج، إذ كان لها مقدار الثلث من قيمة الكسب المشترك الذى حقّقه أثناء فترة زواجهما، وفى حال تأخره عن رد أموالها وممتلكاتها، يرهن لديها ممتلكاته في ما يسمى بعقد رهن، وهناك عقد آخر يُسمى عقد تنازل، وفيه يتنازل عن ممتلكاته الخاصة لصالحها، في حال عدم استطاعته الوفاء برد أموالها، في غضون 30 يوماً.

في حالة حدوث الطلاق بإرادة الزوج ولم تقترف الزوجة إثماً، كانت تحصل عند الطلاق على حقوقها التي أقرها الزوج في عقد الزواج ضماناً لحقوقها، وكانت عبارة عن المال والمنقولات أو ما يعادلها، والتي وقع عليها بذاته، وكذلك هدية أو هبة الزوج والتي غالباً من تكون مؤجلة حتى وقت الانفصال، وهو ما يُعرف حالياً باسم «المؤخر» الذي يعتبر إحدى أكثر المشكلات والنزاعات بين الأزواج في هذه الفترة.