«من عاصمة الأحلام برلين في قلب القارة العجوز حتى حافة المحيط، وجولة الأدغال في غابات الهند، ولحظات في أحضان أبراج دبي وحتى أيام في رمال صحراء إيران»، رحلة قام بها أفراد عائلة نينا التي قررت التجول في آسيا في رحلة برية ومغامرة طويلة باستخدام حافلتهم الملوّنة، بصحبة أولادهم الذين يترواح أعمارهم بين الـ10 و11 عاما.

بداية الرحلة من برلين 

من أحد البيوت في ألمانيا، قررت نينا وزوجها كاي شاكات، اتخاذ قرار السفر المؤجل لأكثر من مرة بسبب كوفيد-19، وصغر أعمار أولادهم، اللذين بلغوا السن المناسب أخيرا للسفر، لذلك أعدوا الحقائب للخوض في مغامرة السفر لآسيا بالحافلة، والمرور بكل الدول المذهلة بها، بعدما كان لديهم قرار بتأجيل السفر لبعد تقاعدهما.

استعدت لينا وزوجها وابنيها بن «11عامًا»، وليني «10 أعوام»، وقالت نينا لـCNN «كنا نتساءل فقط لماذا ينتظر الجميع حتى التقاعد، لقد فكرنا في ما إذا كان ممكنًا الاستمتاع بهذه الرحلة مع طفلينا عندما يبلغان السن المناسب الذي يسمح لهما الاستمتاع بالرحلة، فضلًا عن رغبتهما بالسفر معنا»

تجهيز حافل العائلة للسفر إلى آسيا

عندما قرر الزوجين السفر أخيرا، أدركوا كم المصاريف التي سينفقونها خلال رحلتهم حول قارة آسيا والتجول خلال بلدانها، لذلك قرروا الاستغناء عن السفر الجوي واستبداله بالسفر البري، لكن شاحنتهم كانت صغيرة فاستعانوا بحافلة قديمة وكبيرة من أحد الشركات الهندية، وبعدها قاموا بتحويلها إلى منزل مجهز بالكامل، استغرق تجهيزها 9 أشهر تقريبًا، وتمكنوا من توظيف مساحة الحافلة البالغ طولها 12 مترا وعرضها 2.4 مترا، إذ خصصوا منطقة لتناول الطعام ومكانا للجلوس، ومساحة لسريرين بطبقتين، وغرفة للدش وجناح رئيسيا، كما تم تجهيز الحافلة بألواح شمسية وخزان مياه كبير.

وفي الخطوة الأخيرة، أحضر الزوجان أحد الأصدقاء الفنانين ليرسم لوحة جدارية ملونة على السطح الخارجي للحافلة لإضافة المرح والشعور بالرضا للأطفال، وبلغت التكلفة الإجمالية لتحويل الحافلة حوالي 40 ألف دولار، وفقًا لما ذكرته عائلة شاكات، لموقع «CNN».

وبفضل عمل زوجها «كاي» كسائق شاحنة لسنوات طويلة، تمكن من تأمين رخصة قيادة للحافلة قبل الرحلة، قائلة «لدينا مطبخًا مجهزًا بالكامل، وتم تزويده ببراد منزلي كبير، وثلاجة، وغسالة، كما أن لدينا كل ما نحتاجه، يمكننا قضاء أسبوع واحد في مكان ما دون الحاجة إلى الماء أو الكهرباء، ولدينا إمدادات غذائية كافية».

وقبل بداية الرحلة كان لديهم عدد قليلا من المشاكل التي كان عليهم حلها، ثم بعدها انطلقوا إلى دبي ومنها إلى إيران في أغسطس الماضي، وكان يليها باكستان لكن الفيضانات الغزيرة التي ضربت أجزاء من باكستان منذ أواخر الصيف الماضي، منعتهم وحولت مسار رحلتهم إلى تركيا، وقضوا بضعة أسابيع يقودون باتجاه المنطقة الوسطى من كابادوكيا، المشهورة بمناظرها الطبيعية، قبل العودة إلى إيران ومحاولة القيادة عبر باكستان مرة أخرى، قضت العائلة جولة في مجموعة من الدول الآسيوية وبعض الأوروبية، وحاليًا في كوتشي، تخطط العائلة للقيادة نحو تشيناي، قبل زيارة كمبوديا ولاوس ثم العودة إلى الهند، ومن بعدها يتوجهون إلى جايبور، فأوتار براديش، حيث يدخلون نيبال ويعودون عبر نيودلهي أو أغرار إلى باكستان.