رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فيروز والرحباني.. معجزة الحب والفن «سطرا التاريخ سويا»

كتب: منة الصياد -

04:48 ص | الإثنين 21 نوفمبر 2022

فيروز والرحباني

جمعهما الحب والفن معًا، فلم يكونا مجرد موهبتين مرا مرور السلام، لكنهما نجحا في حفر أسمائهما بأحرف من ذهب في كل النفوس بالعالم العربي والغربي أيضًا، وباتت علاقة فيروز وعاصي الرحباني واحدة من أيقونات القصص الرومانسية التي سطرها التاريخ الحديث بل والفن أيضًا.

صدفة جمعت فيروز والرحباني

يكاد لم يكن الثنائي اللبناني والعربي الأشهر فيروز وعاصي الرحباني، لم يتخيلا يومًا أن ثمة قصة حب ستجمعهما، لكن القدر لعب دوره في التقاء قطبي الفن، وجمعتهما الصدفة للمرة الأولى داخل مبنى الإذاعة اللبنانية، حيث كان «الرحباني» مجرد ملحن يقف على أعتاب عالم الموسيقى في بدايات مشواره، لكن فيروز كان قد سطع نجمها في تلك الفترة.

منذ اللقاء الأول سُحر «الرحباني» بالصوت الملائكي الذي يقف أمامه، ولم تكن هذه هي المرة الأخيرة لهما، حيث جمعتهما فيما بعد العديد من اللقاءات للعمل سويًا، وذلك بعد أن طلب حليم الرومي، رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة اللبنانية حينها، من الملحن الشاب تلحين عدد من الأغنيات لصاحبة الصوت العذب فيروز.

قصة حب وزواج ورحلة نجاح 

هنا كانت اللحظة التي سطرت للثنائي نشوب مشاعر الود والألفة بينهما، والتي تحولت إلى واحدة من أشهر قصص الحب بتاريخ الفن العربي، ومع مرور الوقت توطدت العلاقة بين الثنائي وسرعان ما تبدلت من مجرد إعجاب متبادل بين الطرفين إلى مشاعر تفيض بالحب الشديد بينهما، حتى قررا الزواج رسميًا وذلك في العام 1955، وكلل زواجهما بإنجاب 4 من الأبناء، هم «هالي»، «زياد»، «ريما»، و«ليال».

بعد خطوة الزواج قرر الثنائي أن يستمرا في صعود درجات سلم نجاحهما، وقدما أول أغنية فيروزية رحبانية بعنوان «الغراب» وهما ما نجحا فيه عن جدارة قد يكون لا مثيل لها، وأصبح تعاونهما بمثابة «طاقة الخير» على كل منهما، حتى باتت تكتب فيروز سطور نجاحها يومًا بعد يوم بمساعدة زوجها، حتى أصبحت هي أسطورة الغناء أمام العالم أجمع، ونالت ألقابها المتعددة فيما بينها، «صوت لبنان»، «جارة القمر»، و«سفيرة النجوم».

لم يأت نجاح الثنائي اللبناني العربي على مستوى التلحين والغناء فقط، بل اتجها فيما بعد لأخذ خطوة جديدة سويًا، وهي تأسيس شركة إنتاج للأفلام السينمائية، والتي حملت اسميهما «المؤسسة الرحبانية الفيروزية»، ونجحت في تقديم العديد من الأعمال.

مرض ثم انفصال 

في عام 1972 أصيب عاصي الرحباني بنزيف دماغي شديد، ما أثر على حالته الصحية ومن ثم قرر التوقف عن استكمال مسيرته الفنية عن التلحين والإنتاج، ليبدأ ابنه «زياد» استكمال مسيرته بتلحين أولى أغنياته لوالدته فيروز والتي تحولت لواحدة من أيقونات الأغاني الرومانسية في الوطن العربي، ألا وهي «سألوني الناس».

وفي تلك الأغنية ظهرت كافة مشاعر الحزن الشديد التي انتابت فيروز، لعملها للمرة الأولى دون زوجها، وهو ما جاء خلال الكوبليه الأشهر بالأغنية، «سألوني الناس عنك يا حبيبي، كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا، بيعز عليّ غني يا حبيبي، لأول مرة ما بنكون سوا».

وعلى الرغم من مشاعر الحب القوية التي جمعت بين قطبي الفن اللبناني والعربي، فيروز وعاصي الرحباني، إلا أنهما قررا الانفصال في العام 1978، وهو ما جاء بمثابة صدمة لمحبيهما في أنحاء الأوطان، وذلك بعد أن اندلعت الخلافات بينهما وبلغت حدتها، ومن هنا أكمل «الرحباني» بقية أعوامه حتى وفاته دون فيروز، وبعد وفاته التي صعقت قلب جارة القمر، صعدت على المسرح في إحدة حفلاتها، وما إن بدأت في تقديم أغنيتها «سألوني الناس»، حتى انهارت من البكاء أمام جمهورها حزنًا على رفيق حياتها الوحيد.