كتب: أمنية شريف -
09:11 م | الجمعة 04 نوفمبر 2022
وُلدت مصابة بشلل الأطفال، في أسرة ريفية بسيطة، لكنها لم تستسلم للعجز، ولم تعيقها قدميها ولا يكبتها الألم، أنها جهاد إبراهيم حنفي، التي تعطيك الأمل وتهديك إلى الحلم بالإرادة والعزيمة والكفاح، إذ تحلت بالصبر وقررت تحقيق الإنجازات، ولم توقفها العراقيل التي حالت بينها وبين أحلامها بعمر الطفولة.
بالرضا الذي يجعل المستحيل سهلًا وممكنًا، وُلدت جهاد إبراهيم، بشلل الأطفال، ولم يكن لها علاج، فظلت تحبو حتى سن 8 سنوات، حتى اشترى لها أحد أقاربها كرسي متحرك، وانتشلها من الضعف، إذ تقول لـ«هُن»: «شعرت أنني امتلكت العالم، عند امتلاكي للكرسي بعد 8 سنوات، رأيت فيها كل ألوان قلة الحيلة، أسرتي قامت بإلحاقي بالمدرسة لاستكمال تعليمي».
حال مرض «جهاد»، دون تحقيق حلمها، إذ عانت من الرفض في الالتحاق بكلية التربية، كونها غير لائقة طبيًا، بخلاف التنمر: «دخلت كلية الآداب وحصلت على الماجيستير والدكتوراة، وأصبحت مدرس بالجامعة».
«باعثة الأمل، النائبة المبتسمة»، ألقاب عدة أطلقت على «جهاد» حتى أصبحت عضوًا بالبرلمان المصري، ممثلةً عن ذوي الهمم، بخلاف اختيارها ضمن أفضل الشخصيات المحفزة على مستوى الوطن العربي.
أجرت «جهاد» أكثر من 20 عملية جراحية، حتى تستطع الوقوف على ساقهيا من جديد: «نصحتني خبيرة ألمانية في مستشفى العجوزة، بممارسة السباحة والعلاج الطبيعي».
إنجازات عديدة حققتها بطلة مصر في السباحة لذوي الهمم، إذ شاركت «جهاد» في بطولة الجمهورية 2008، حتى حصلت على الميدالية الفضية التي أهلتها لبطولة مصر 2009، والحصول على 3 ميداليات ذهبية: « كنت أتشوق للمشي، أعوم وأسبح بروحي، فتشعر قدمي بأنها تسير».
مهارات كثيرة اكتسبتها بطلة مصر في السباحة، من خلال السفر إلى مختلف البلاد العربية والأجنبية، حتى لمع اسمها وأصبحت مدربة تنمية بشرية: «أصبحت مُعالجة من تجاربي الشخصية، رزقني الله بزوج أحبني كما أنا، وبإبنة فخورة بكوني والدتها».
«صالون كارما»، كان ذلك الاسم التي اتخذته مدربة التنمية البشرية، من فوق كرسيها المتحرك، لنشر رسالتها ومساعدة الآخرين في التغلب على الاكتئاب، حيث تستضيف رموزا وشخصيات ملهمة وناجحة، وعن اسم سبب اختيارها لاسم الصالون: «ابنتي كارما أجمل ونيس، وأتمنى أن تصبح لها شأن كبير في المجتمع، وأن تتسم بصفات التقبل للآخر».
كُرمت «جهاد» في الكثير من المحافل العربية والمحلية، وحصدت العديد من الجوائز والتكريمات كسفيرة للأمل، لدفاعها عن حقوق ذوي الهمم بكل ما أوتيت من قوة، ليظل الأمل الذي تبعثه في الجميع، هو السلاح الذي تحارب به اليأس والتنمر، ولتكن بكرسيها المتحرك فراشة ملهمة لكل من يلتقي بها، إذ تؤكد أنها تريد أن تطرق باب قلب كل فتاة وتقول لها «احلمي فإن الحلم حق، والنجاح سهلًا، لكن مع مزيد من الإصرار».