طفلة بعمر الزهور، تتحمل أعباء وآلام تفوق جسدها الهزيل، لا تقوى على تخطيها، تذهب إلى مدرستها على كرسي متحرك، دموع والدتها لا تجف، تتمنى أن تعيش حياة مستقرة كباقي أقرانها، لا تستطع اللعب ولا اللهو، الوجع رفيقها يصاحبها ليل نهار، حتى أصبحت الطفلة جودي محمد رجب، صاحبة الـ9 أعوام، وفي الصف الثالث الابتدائي، من محافظة أسوان، تقضي حياتها بالتردد على الأطباء والمستشفيات في جميع محافظات مصر، إذ تعاني من لحمية تضغط على العمود الفقري، وتحتاج لإجراء عملية جراحية تبلغ تكلفتها نحو 50 ألف جنيه، حتى تنقذها من الموت.

حالة الطفلة جودي

«جودي مش بتقدر تقعد، اتولدت عندها كيس وثقب في العمود الفقري»، عبارة بدأت من خلالها السيدة صفاء رشدي، والدة الطفلة، سرد كواليس حالتها الصحية، خلال حديثها لـ«الوطن»، مضيفةً: «رحنا لدكتور وهي صغيرة قفل الثقب وشال الكيس، ولسه اللحمية، الأطباء بيقولوا ممكن تقلب ورم على المدى البعيد، بخلاف إن الأشعة بتثبت إن فيه ارتخاء في الحبل الشوكي، وضغط على المثانة».

الطفلة «جودي» تذهب إلى مدرستها كل صباح على كرسي متحرك، كون مرضها يعيق حركة المشي، إذ تضيف الأم الحزينة على حالة ابنتها: «اللحمية تضاعفت مرتين ونصف، طول ما جسمها بيكبر، محتاجة تعمل عملية تقدر من خلالها تشيل اللحمية، بخلاف 3 عمليات أخرى لتعديل العمود الفقري».

والدة جودي: مفهمينها إنها هتدخل الجنة

أجرت ابنة مدينة أسوان، 4 عمليات منذ ولادتها، لشد الأوتار فضلا عن عمليتين في المفاصل والظهر، كما تطلبت حالتها نقل دم بعدما ساءت حالتها الصحية: «راضيين بقضاء ربنا إنها مش هتمشي على رجلها تاني، لكن بنسعى لإزالة اللحمية، حتى لا يتطور الأمر لورم، مفهمينها إنها هتدخل الجنة، وعقلها كبير، هي من ذوي الهمم، لكن نسبة الذكاء 95%، بجري بيها في كل محافظة، وأبوها أرزقي على باب الله، وعندنا 5 أولاد غيرها».