تبدأ الأحلام منذ الصغر، ولا نعلم كيف وأين تتحقق، ونفكر هل ستتحقق بعد عام أو عامين عندما نكون في العشرين أم لا؟ ونظل نفكر ونعافر ونستمر في المحاولة وندون أحلامنا على الورق والحائط ونراها في كل شيء حولنا، حكايات كفاح لفتيات اجتزن صعوبات الحياة بافتتاح عربة متنقلة للطعام، يسردها «هُن» في السطور التالية.

قصة كفاح ملهمة نبتت من رحم الأحلام

بدأت القصة عند مشاهدة بنت تدعى «أسماء جاد مصطفى» لفيلم همام في أمستردام للفنان محمد هنيدي ورحلته في الكفاح لافتتاحه كشك لبيع الأطعمة والمشروبات حتى حصوله على مطعم كبير لبيع المأكولات والمشروبات، فبدأت القصة عندما تمنت أسماء أن يكون لها عربة أحلامها مثل همام لتطهو عليها ما تحب أن تأكل، وتقدم للناس ما ينبغي أن يأكلوه من طعام نظيف واستمرت في أحلامها حتى وصلت إلى دخولها كلية السياحة والفنادق.

أسماء تقول لـ«هن» إنها بدأت في إقناع شقيقاتها «لانا وميرنا وميرفانا» لبدء المشروع وافتتاح العربة ولكن كانت الفكرة تتأرجح بين القبول والرفض، لأن الحياة لا تسير على سطر واحد: «فجأة أفزعنا القدر بوفاة والدنا في عام 2013 لكننا بدأنا نفكر في العربة مرة أخرى حتى يكون لنا دخل ثابت أمام ضغوطات ومسؤوليات الحياة».

وتكاتف الأربع شقيقات واتجهن لهيئة الاستثمار وهيئة المرور لعمل التراخيص للعربة، وكما أخذت الفكرة سنوات في التفكير أخذت سنوات في الإجراءات حتى بدأون في تجهيز الأوراق المطلوبة وتجهيز العربة وشراء المعدات من الهيئة وتحقيق التفاصيل المطلوبة من المحافظة لقسم العربات المتنقلة إذا أرادوا التحرك في مكان لآخر بالسيارة لتكون مجهزة حسب التعليمات، وتم بالفعل التصريح بوجود العربة في ميدان العباسية.

تقول لانا جاد إنه عند بدء الفكرة في الظهور للنور كانت أول ما تريد إخراجه من العربة وجبات للخير وبدأت فى هذا الجانب من الصدقات وعندما كبر المشروع بدأت في خروج الزكاة من الأموال التي كانت تخرج من العربة لإطعام الفقراء: «نسعى للتطوير دائما مستلزمات العربة من نصيبي، وميرنا وميرفانا لطهي الطعام في الصباح، وأسماء للعمل في الساعات الليلية».

وصول الفتيات لحلمهن

واستمر الأربع فتيات فى التحمل والصبر فى سبيل تحقيق الذات ليضربن مثالًا رائعًا في الكفاح والصبر والسعي الذي كلما زاد كان الوصول عظيما، ووجهت أسماء كلمة للفتيات بأن ما تسعى إلى إيصاله من تجربتها أن الحياة دون تصميم على تحقيق الأحلام فانية، مؤكدة أن لكل شخص هدف في حياته يستحق أن يبحث عنه.