بعمر الـ16 في الصف الأول الثانوي، تفاجئت بخصلات فضية في شعرها، ربما لم تكن تتفهم ما يحدث في البداية، الجميع كان يتساءل عن سبب تلك الخصلات، يتهكمون على مظهرها، علامات التعجب تسيطر على وجوههم فور رؤيتهم لها من الوهلة الأولى، لكنها لم تكن تلتفت لتلك الانتقادات، وأصرت على التعامل بحريتها حتى أصبحت خبيرة تجميل للعناية بالبشرة والشعر، هكذا هو حال الشابة ساندرا ملك، ابنة محافظة أسيوط، في نهاية العشرينات من عمرها.

«في المدرسة كان الشعر الأبيض قليل مش خصلة كاملة وكان متوزع في شعري، صحابي كانوا مستغربين إزاي وأنا صغيرة كده عندي شعر أبيض»، عبارة بدأت من خلالها ساندرا ملك، حديثها لـ«الوطن» عن حكايتها مع الخصل الفضية، إذ تقول: «كنت في الأول بضايق من الانتقادات، لكن مع الوقت حبيت شكلي بيه، وعلى أد الانتقاد كان الجانب الإيجابي والدعم من أسرتي، كان ردي على الانتقادات إني حابه نفسي وحاسة إني مختلفة ودي حاجة بتميزني».

تشجيع الزوج ودعم الأسرة

ربما كان التشجيع الدائم من أسرة «ساندا»، وراء قوتها، حتى قررت عدم إخفاء الشعر الأبيض والظهور به بشكل أكثر جرأة، إذ تقول: «ناتج عن الوراثة العائلية، وزوجي أكثر واحد شجعني أسيبه وكان بيتضايق لما بصبغه، بيقولي شكلك حلو بيه وعاجبني ومحليكي وأوعي تصبغيه، صبغته مرتين الأولى كانت في الخطوبة والثانية في الفرح».

عمل «ساندرا» كخبيرة للتجميل، جعلها محط أنظار لكثير من الفتيات، إذ تخطف أنظارهن من الوهلة الأولى، ليكن السؤال عن روتينها وعن تلك الشجاعة التي تتحلى بها، إذ تضيف: «بيسألوني عاملة شعرك فين، وعاجبنا جدا، ولما بنت بيكون عندها كام شعراية بيضاء بتقولي شجعيني أسيبه ومصبغش تاني أو أقصه».

هواية واحتراف للماكياج

تخرجت«ساندرا» في كلية الحقوق، لكنها كانت تهوى الماكياج من صغر سنها، حتى قررت أن تصبح متخصصة به، وأصبح شغلها الشاغل، حصلت على العديد من الدورات التدريبية على يد كبار المتخصصين: « كنت بعمل ميك أب من زمان للعيلة وأصحابي، كنت بحبه جدًا من أيام المدرسة وفي الجامعة، ابتديت أشتغل في الميك أب، بعد كده أخدت كذا دورة تدريبية».