كتب: غادة شعبان -
01:41 م | السبت 08 أكتوبر 2022
تعتبر مرحلة الشيب وظهور الشعر الأبيض المبكر، أمرا يؤرق السيدات والفتيات، الذي يعتبر مؤشرًا للتقدم في العمر، بالرغم من صغر السن، إلا أنه يحيل دون استمتاع البعض منهن بالحياة، كما يجعلهن يتقيدن بنظام حياة معينة، إذ تخشي البعض منهن الخروج والتنزه والسفر في مختلف الأماكن، بسبب تلك الخصل الفضية التي تعتلي رؤوسهن، يخشين من نظرات المجتمع، وكيف لواحدة في عمرها تتصرف بتلك التصرفات الشبابية والصبيانية، لكن هو ما حاول البعض منهن تغييره والتحرر منه، واستجماع قواهن والثورة على القيود.
آلاف من السيدات، يجتمعون يروين تجاربهن وحكايتهن مع التغير المفاجئ في وجوههن، يتحدثون عن الشيب المبكر، الذي ربما داهم البعض منهن في فترة العشرينات أو الثلاثينات، كلُ حسب حالته، داخل إحدى المجموعات التي دشنتها عدد من السيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، التي تضم مختلف الأعمار، باسم «خصلة فضة».
صدفة قادت واحدة من مؤسسي الجروب، لتدشينه، قبل 4 أعوام، حينما بدأت تلاحظ ظهور خصلات فضية اللون في شعرها الأسود، وحينما كانت تتفقد أحد الجروبات المخصصة للعناية بالشعر، وجدت واحدة تتحدث عن قصتها مع الشعر الأبيض، كأنها تصف حالتها، لتستوحي منها فكرة «خصلة فضة»، وتعاونتا على تدشينه وسرد تجاربهن والاستماع لمختلف أحاديث الفتيات والسيدات، وروت ميار مكي، إحدى مؤسسي الجروب كواليسه خلال حديثها لـ«الوطن»، إذ تقول: «في البداية كنت بداري الكام شعره اللي ظهرولي بالحنة، وبعده فترة كان عندي اقتناع وحب للشعر الأبيض، وقررت أسيبه، ولقيت في كارمن فيليب، شريكتي في تأسيس الجروب الشجاعة وتواصلت معاها وبالفعل عملناه، وبدأ يتوسع يوم بعد التاني».
ميار مكي، تخرجت في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الإسكندرية، وهي أم وزوجة، ومؤسسة جروب «خصلة فضة»، بدأت حكايتها مع الشعر الأبيض، في الثلاثينات من عمرها، وقررت الاستمتاع بحياتها بكامل حريتها دون التقيد بأي شيء، إذ تضيف: «مش مضايقة منه ومهتمة بنفسي وعايشة الحياة، لون شعر زي الهايلايت، بيحلي الوجه وبيدي رونق مختلف».
ربما تشعر الفتيات في العشرينات اللواتي تبدأ حكايتهن مع الشعر الأبيض بالضيق والخوف من نظرات المحيطين لهم، إلا أن «خصلة فضة»، جعلهن يثقن بذاتهن، إذ تضيف ميار مكي: «في بنات كتير بتخاف من نظرة شريك الحياة، سواء الخطيب أو الزوج، وبالفعل قدر البعض منهم يتشجع ويتصالح مع الشعر الأبيض، هو مريح جدًا، وشكله حلو وهيحسوا براحة غريبة بعد ما يقرروا يتعايشوا معاه».
«سوسن بدر قدوتنا ومثلنا الأعلى»، عبارة واصلت من خلالها مؤسسة جروب «خصلة فضة» الحديث عن الجرأة والقوة التي تمتلكها البعض سواء الفتيات في فترة العشرينات أو فيما فوق: «كان في فترة الكل بينتقد ذوات الشعر الكيرلي وبيهاجمه اللي بتظهر بيه، لكن مع الوقت بدأت البنات تحضر بيه مناسبات وحفلات ومؤتمرات، الشعر الأبيض حاجة حلوة من عند ربنا، بنتي الصغيرة بدأت يطلعلها وهي متقبلاه، والفنانة سوسن بدر، جعلت الستات يثقوا بنفسهم من تاني ويتصالحوا مع التغيير».
