كتب: غادة شعبان -
11:04 ص | السبت 08 أكتوبر 2022
تضبط زاوية الكاميرا، تبدأ في تصوير مقاطع فيديو قصيرة من داخل منزلها، تستعرض من خلالها حكايات من واقع الأسر المصرية، تسير وفق سيناريو من تأليفها، تطل على متابعيها بخصل بيضاء اللون تكسو معظم شعرها الأسود، الذي تظهر به بكل قوة وشجاعة، دون الالتفات لكلمات الانتقاد أو التنمر، كونها لا تزال شابة في مقتبل العمر في منتصف العشرينات، تجيد تمثيل شتى الفئات، سواء الشابة أو الأمهات والجدات، حتى أصبحت كاترين جمال، واحدة من أشهر صانعي المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولديها آلاف من المتابعين.
الشابة العشرينية صاحبة خصل الشعر البيضاء، تُعرف بين متابعيها ومحبيها باسم«كوته»، ولذلك الاسم معزة خاصة داخل قلبها منذ طفولتها، وروت «كاترين» خلال حديثها لـ«الوطن»، كواليس قصتها مع الشعر الأبيض الذي لا تعتبره عائقًا أمام موهبتها التمثيلية: «تخرجت في كلية السياحة والفنادق، ومنذ طفولتي وأنا أعشق التمثيل والتأليف والكتابة، إذ اعتدت على اختلاق الحوارات والمحادثات إما من واقع السينما والتلفزيون أو من الخيال».
لم تقتصر موهبة «كاترين»، ابنة محافظة الإسكندرية، على التمثيل والتأليف فقط، بل لديها طاقة كبيرة تفرغها في تقليد الشخصيات: «لما كبرت بدأت أشارك في مسرحيات كنسية وفي المدرسة، وبعدها قررت خوض عالم الفيديوهات ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقناع شديد من أسرتي ومن المحيطين بي».
سنحت أمامها الفرصة للتمثيل أمام الفنانة عارفة عبد الرسول، التي كانت خطوة زادت من شهرتها وكانت حلقة وصل عّرفتها على الجمهور: «بحاول على أد ما أقدر أطور من نفسي وأعمل اللي يليق بالناس اللي بتابعني دون إسفاف، لأن يهمني أي أم لما تلاقي طفل بيتفرج على فيديو ليا تكون متطمنة، أغلب الفيديوهات اللي بقدمها بكون حريصة إنها تكون من واقع الحياة بشكل كوميدي، ونابعة من البيت المصري الأصيل ومواقف الأم مع الأب والأولاد».
«الجدة كوكو»، كانت تلك الشخصية التي تعلق بها الجمهور وأحبها، لجدة تشبه كثير من الجدات المصريات، التي تحنو على أحفادها، وتختلق الأحاديث معهم، تطبق من خلالها مقولة «أعز الولد ولد الولد»: «حكايات الجدات والأحفاد مليئة بالمغامرات، كلُ حسب ثقافته والعصر الذي نشأ فيه، خاصة مع التطور التكنولوجي وعالم السوشيال ميديا».
شجاعة «كاترين»، ربما تظهر بوضوح في شعرها الأبيض، الذي يعتبره البعض لا يليق على شابة في مثل عمرها، لتنال جانبًا من المضايقات والتنمر خلال تعليقات بعض متابعيها: «الشعر الأبيض وراثة في عائلة والدتي وطالني من الحب جانب، مبتعتمدش أظهره ولا بحاول أخفيه، مش مسبب لي ضيق، بتجيلي رسائل سلبية عنه وتريقة، وعلى النقيض جاتلي رسائل تشجيع بسبب ثقتي في نفسي، وظهوري بالشعر الأبيض، وده شجع بنات كتير تتصالح مع الموضوع، ومش ناوية أصبغه أبدًا».
