الحب والألفة تولدوا بداخله تجاه كائن صغير جاء له على سبيل المهاداة يومًا ما منذ أن كان طالبًا في الثانوية العامة، ولم يتخيل يوما أن هذا القط الوليد سيكون هو رفيقه الأول في الدنيا على مدار نحو 20 عاما، حتى بات أحمد عبد الغفار يعيش حالة من الحزن والألم اقتربت من العام، وذلك بسبب الإعياء الشديد الذي أصاب قطه «مشمش» بعد أن بلغ سن الشيخوخة، وما يزال «أحمد» يعبر عن آلامه عبر منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة منه لإخراج مشاعره المكبوتة لحزنه الشديد على رفيق روحه الذي يموت أمام عينيه يومًا بعد يوم.

هدية غيرت حياة «أحمد» 

يروي أحمد عبد الغفار، الأب الثلاثيني، خلال حديثه لـ«هن»، تفاصيل تعلقه بقطه «مشمش» الذي بدأت علاقته به منذ أن كان في مرحلة الثانوية العامة: «جالي هدية لما كنت في ثانوية عامة، وعاش معايا أكتر من 19 سنة، حضر معايا ثانوية عامة وكلية، وخطوبتي وجوازي، وحضر ولادة أول ابن ليا، وتاني ابن ليا وعاش معاهم وحبهم وحبوه».

وكشف «أحمد» أنه لم يقض أعواما طويلة في حياته مثل تلك التي عاشها مع القط «مشمش» الذي بات يمثل له الصديق الوفي والأقرب: «عاش معايا 20 سنة، كان فيهم حاجات حلوة ووحشة، وعمري ما قصرت معاه».

معاناة القط «مشمش» من المرض 

عاش الثنائي حياة طبيعية مليئة بالمواقف المختلفة، لكن تعلقهما الشديد ببعضهما البعض لم يتغير يوما، حتى بدأ القط صاحب الـ20 عاما في الشعور بالإعياء الشديد، ومن ثم باتت علامات المرض تظهر عليه حتى فقد سمعه وبصره: «هو بدأ يتعب من حوالي سنة، كشفت عليه عند كذا دكتور كلهم قالوا إن حصله انفصال شبكية العين ومالوش علاج، وعنده ماية بيضاء، والقلب وأعضاء جسمه بدأوا يتعبوا، عشان هو وصل سن الشيخوخة، الدكتور قالي إن 20 سنة عند القط يعني بني آدم عنده 120 سنة أو أكتر».

ومع مرور الأيام بات القط يحتاج لرعاية صحية معينة، وهو ما يحرص عليه «أحمد» محاولًا علاجه بشتى الطرق الممكنة: «عاوز رعاية معينة وأكل معين وعلاج، بس هو حافظ الشقة كويس وكل مكان فيها عشان كده بيعرف يمشي وهو مش شايف بس بيمشي بالعافية، وفي ناس قالتلي أديله حقنة قتل رحيم، بس ماقدرتش، أنا بعتبره ابني».