كتب: سحر عزازي -
12:03 م | الخميس 23 يونيو 2022
توفى زوجها قبل 30 عاماً وترك لها 5 أبناء صغار «ثلاث فتيات وولدين»، أصبحت فجأة مطالبة بتوفير قوت يومهم وتربيتهم دون تدخل من الأهل، تبحث عن العمل هنا وهناك، ترعى وتُعلم كى لا تمد يديها لأحد، تبيع فى الأسواق وتكافح فى الحقول، حتى توفر حياة كريمة لأبنائها دون شكوى.
رحلة مليئة بالمتاعب عاشتها السيدة علية عاشور، 56 عاماً، التى تعمل حالياً فى محطة فرز وتعبئة محصول البصل بمحافظة الفيوم، تحارب مرضاً تخلل إلى جسدها خلسة وأصابها بورم خبيث، جعلها تذهب كل أسبوعين لمعهد الأورام للحصول على جرعة الكيماوى، ثم تعود لمواصلة عملها فى المحطة، كى تتحصل على يومية قدرها 60 جنيهاً فقط، تنفقها على أسرتها.
استطاعت السيدة الخمسينية تجهيز بناتها وتزوجن جميعاً، وأنفقت على تعليم الولدين، وتأمل أن يتزوج ابنها الأخير كى تطمئن أنها أدت مهمتها بنجاح: «عيانة وعاملة عملية أوردة فى المخ، وبتعالج من السرطان وكل شوية جلسات وأشعة، بس لازم أفضل واقفة على رجلى، ماينفعش أقع وأسيب ولادى».
تحكى «علية» أنها امتهنت العديد من المهن الصعبة منذ رحيل زوجها، حتى توفر احتياجات أبنائها: «لا كان عندى أرض ولا ملك، كنت بنزل أشتغل عند الناس فى الغيط عشان أصرف على عيالى، وشوية أبيع فجل وجرجير، وشوية أبيع فى الأسواق»، مشيرة إلى أن زوجها فارق الحياة وابنتها الصغرى رضيعة، فكانت تحملها على كتفها وتنزل للعمل: «لسه باشتغل من 8 الصبح لحد أدان المغرب، ونفسى أجوز ابنى الصغير واتعالج».