اتخذت الأرض مجلسا لها، يحيط بها علف الماشية من كل اتجاه، لا تعبأ بمكانها في السوق أو الجو الحار خلال ساعات النهار، فضعف بصرها على مدار 76 عاما في شقى من أجل اللقمة الحلال، ورغم ذلك ما زالت علامات الرضا واضحة على وجهها حتى بعد وفاة زوجها وذلك من أجل أولادها، فرأس مالها الستر والصحة فقط.

قصة كفاح الحاجة «أم أحمد»

توفي زوج «أم أحمد» منذ ما يقرب من 16 عاما، تاركا لها متاعب الحياة التي لا تقف عند حد معين، فأكملت مسيرة عملها الشاق في تربية المواشي، فهي منذ 50 عاما لا تعرف سوى العمل والتجارة بها، وتتنقل بين سوق الحامول وكفر الشيخ كي تتمكن من كسب 100 أو 200 جنيه في آخر اليوم فهي تساعد أولادها الفلاحين: «قرش على قرش يساعد».

عمل «أم أحمد» في سوق المواشي

ساعة ونصف يوميا تستغرقها السيدة السبعينية في الطريق للسوق، وعلى الرغم من ساعات العمل الطويلة في إلا أنها لا تتمكن حتى من علاج المياه البيضاء في عينيها، إذ تصل تكفلة العملية حوالي 5 آلاف جنيه، ولكنها رغم ضيق الحال واحدة من أكبر التجار في سوق المواشي، إذ باتت على دراية كاملة بأسماء الحيوانات، فتسمي الخروف الصغير بـ حلي أو حوالي، وثمنها حوالي 12 ألف جنيه.

وتعيش «أم أحمد» حاليا فترة من الضغط بسبب قرب قدوم عيد الأضحى المبارك، وهي المناسبة التي تعمل فيها أكبر عدد من الساعات، وفي الليل يصبح حالها صعبا بسبب كبر السن والعمل الكثير، إذ قالت خلال بث مباشر على شاشة «الوطن»: «أنا مش بنام والله مش بنام، متعرفيش فيا إيه بس الحمدلله ماشية وربنا يكملها بالستر يا رب»، ولا تريد من الدنيا سوى الستر والصحة: «أتمنى مموتش مديونة وأقابل ربنا نضيفة واتحاسب حساب ربنا على نضيف».