كتب: آية الله الجافي -
04:04 ص | الثلاثاء 07 يونيو 2022
لم تجد «دعاء السيد» صاحبة الـ35 عامًا شغفها في عالم الصحافة، بعد تخرجها في كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، ولذلك بحثت طويًلا بداخلها لتحدد المجال الذي يمكنها النجاح فيه، حتى استطاعت أن تبدع في مجال بعيد تمامًا عن دراستها، وهو مجال صناعة المستحضرات التجميلية الطبيعية.
«الحكاية بدأت من حبي للمنتجات الطبيعية» كما قالت لـ «الوطن»، فقد اعتادت منذ صغر سنها على استخدام المنتجات الطبيعية للبشرة والشعر، لأنها كانت تعاني من الأضرار الجانبية من المواد المصنوعة كيميائيًا، ومن هنا بدأت بقراءة الكتب حول تركيب المواد الطبيعية لصناعة مستحضرات التجميل، ومن ثم تجربة تلك المنتجات على بشرتها.
دعمّت دعاء حبها للمنتجات الطبيعية من خلال الالتحاق بعدة دورات تدريبية أونلاين داخل مصر وخارجها، حول تركيب وصناعة المستحضرات التجميلية بمواد خالية من أية كيماويات، ووجدت نفسها تشعر بمتعة كبيرة عند تعرفها على سر جديد من أسرار تلك الصناعة حتى قررت أن تبدأ مشروعها الخاص.
«المجال ده صعب ومحتاج صبر و وقت لأني بعمل كل حاجة بإيدي.. بس المتعة والشغف إللي بحس بيهم أكبر من أي احباط» وفقًا لحديثها لـ«الوطن»، فبعد العديد من التجارب والمحاولات نجحت دعاء في تصنيع 85 منتج طبيعي للعناية بالشعر والبشرة والجسم، وترخيصهم من وزارة الصحة المصرية، لتبدأ بذلك في تحقيق حلمها في امتلاك أكبر «براند» لمستحضرات التجميل الطبيعية في مصر والوطن العربي، حسب قولها.
تقديم منتج مختلف من حيث المكونات والشكل النهائي هو ما تسعي دعاء إلى تحقيقه، وذلك من خلال دمج الزيوت والمواد الطبيعية بمقادير ثابتة؛ والتي من بينها، زبدة الكاكاو وزبدة الشيا والبرتقال والجوجوبا، ثم اهتمامها بشكل المنتج الخارجي، حتى يصبح ذو شكل جمالي:« مهم عندي أن اللي بيستخدم المنتج يكون مبسوط وحاسس بطاقة وريحة حلوة».
تتخيل دعاء شكل المستحضر قبل تصنيعه، ثم تقوم برسمه وتنفيذه بخطوات دقيقة في مكان مُعقم خاص بها، لتنتج في النهاية أشكال مختلفة من المنتجات مثل صابونة «الجزر» وصابونة «التشيز كيك» والمخمرية، ثم تلونهم بمواد طبيعية من الورد والكولاجين والقهوة، وتقول أن أكثر ما يحفزها على استكمال عملها والتطوير فيه هي ردود الفعل الإيجابية التي تحصل عليها من عملائها.
دراسة الإعلام ساعدت دعاء في تسويق مشروع صغير خاص بها بحسب تصريحها لـ «الوطن»؛ من خلال قيامها بتصوير المنتج وكتابة المنشورات الدعائية بطريقة تحفز متابعيها على تجربة تلك المنتجات، وترى أنها استطاعت من خلال عملها أن توصل رسالة لعملائها السيدات بعدم اليأس إذا لم توفق في عمل مرتبط بمجال دراستها، بل ينبغي عليها أن تواصل البحث عن نفسها حتى تحقق النجاح: «في كل الأحوال هتوصلي.. تقدري تكوني أم ناجحة وكمان مميزة في شغلك إللي بتحبيه زي ما أنا قدرت أعمل ده».
