رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

«عفاف» تبيع البطيخ بالجلابية الرجالي في السوق.. «مأساة الجوازة المرتاحة»

كتب: سلوى الزغبى - سمر السيد -

03:46 م | الأربعاء 18 مايو 2022

عفاف بائعة البطيخ بالزي الرجالي

رجل عريض المنكبين، جلبابه بسيط وعمامته تكمل هيئته الريفية، يبيع البطيخ وينادي المارة بصوته الأجش، ولكنه يرتدي حلق في أذنيه، هنا يتوقف المار بالسوق مندهشًا، المشهد يبدو طبيعيا إلا من الحلق، وعند الاقتراب يتضح أنها سيدة ترتدي زي الرجال وصوتها ينافسهم في العلو والصرامة، إذ ورائها حكايات تسرد لأعوام من معاناة فتاة إثر زواج الثري العربي لأم لا تتمكن من توفير أبسط حقوق ابنها في الحياة بسبب والده.

«عفاف» تخفي أنوثتها بالجلابية الرجالي وتحافظ عليها بالحلق

«الست عفاف» بائعة البطيخ في محافظة الشرقية، اختارت إخفاء أنوثتها داخل جلباب رجالي واستبدلت الحجاب بالعمامة، تلك الوسيلة التي ارتضتها لنفسها كحماية من المضايقات التي كانت تتعرض لها كأنثى: «شكلي كده يخليهم يعاملوني كراجل مش واحدة ست»، بدءًا من السائقين الذين تتعامل معهم يوما وحتى الزبائن، ليكون هذا الحل الوحيد لتسلم من تلك المضايقات.

بيع البطيخ ورثته «عفاف» عن أجدادها، كما قالت في حديثها لـ«الوطن»، ولكنها ورثت معه شقا العمر، فتزوجت وهي ابنة الـ16 عاما من شخص سعودي وأنجبت منه ابنها الوحيد محمود، ولكنه اختفى من حينها ولم تستطع الوصول إليه، وبمرور السنوات علمت أنه توفي، وترك لها معاناة مع ولدها الوحيد الذي أتم عامه الـ27، دون أن يملك بطاقة شخصية بسبب والده، ويسير بشهادة ميلاده، متمنية أن تستجيب الحكومة لها باستخراج بطاقة لابنها حتى يتمكّن من الزواج والعمل.

مأساة عفاف بائعة البطيخ مع الزواج 

لم تنته هموم «عفاف» بائعة البطيخ عند اضطرارها للزي الرجالي أو مأساة ولدها الوحيد، ولكن يعيش في كنفها أيضا أولاد شقيقها الذي توفى منذ 8 أعوام تاركًا لها 5 أبناء، لذا لا تتوقف عن العمل في بيع البطيخ الذي تتقنه منذ كانت في الصف السادس الابتدائي: «عشان أقدر آكل واشرب وأعيّش اللي معايا»، ولا ترتاح سوى يوم الجمعة من أيامها المعتادة التي تبدأ بالتسوق في المحافظات المختلفة، إذ تضطر للذهاب إلى الأسواق في الثانية منتصف الليل حتى تحجز مكانها: «بشتغل أحسن من الراجل كمان».

الكلمات الدالة