مع حلول عيد الفطر المبارك، تنتشر مظاهر الاحتفال في البيوت المصرية، وتتسرب الفرحة إلى القلوب من خلال أشكال مختلفة مثل زيارات العائلات، الفسح، الملابس الجديدة، الهدايا، ولكن بعض الأسر كان الاحتفال بالنسبة لها لا يتعدي بضعة ساعات ثم استغلال إجازة عيد الفطر في المذاكرة لأبنائهم، فالامتحانات التي تطل بوجهها بعد العيد مباشرة جعلهم يقررون رفع شعار «المذاكرة أولا».

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت في وقت سابق أن امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل يبدأ من 7 مايو القادم وينتهي في 19 مايو.

طوارئ في المنازل وإيقاف مظاهر الاحتفال بالعيد 

اعتبرت نيفين عبد الهادي، طبيبة، ولديها 3 أبناء تتراوح أعمارهم من 5 إلى 13 سنة ، أن لديها ابن يدرس  في الصف الأول الإعدادي وآخر في الرابع الابتدائي، وهو  جعلها تقرر الاحتفال بإجازة العيد لمدة يوم واحد، ثم البدء في المذاكرة مباشرة، خوفا من نسيان أبنائها للمنهج: «جدول امتحانات النقل يبدأ في 7 مايو، وبسبب ثقل بعض المواد الدراسية، خصوصا على ابني في الصف الرابع الابتدائي قررت البدء في المذاكرة، وإيقاف أي مظاهر للاحتفال، وهم في البداية اعترضوا لكن أوضحت لهم أن الوقت لا يسمح لنا بالاحتفال ثم مراجعة المناهج في آخر يومين قبل بدء الامتحان».

 تعيش نيفين في منطقة بولاق الدكرور، وعلى الرغم من اعتراض بعض أفراد عائلتها على قرارها، لأنه تسبب في إيقاف التجمعات العائلية المتعارف عليها، إلا إنها لم تلق بالا لتلك الاعتراضات: «حاولت إيجاد حل وسط دون جدوى، لذا كان من الضروري التضحية ببعض المتعة من أجل الجد والاجتهاد». 

نانسي: المذاكرة في العيد هدفها الحفاظ على مستقبل أبنائها

توافقها في ذلك نانسي محسن من منطقة الدقي، ولديها طفلتان رنا 8 سنوات في الصف الثالث الابتدائي، وجنى 12 عاما في الصف السادس الابتدائي، فهي أيضا اضطرت إلى استغلال إجازة العيد في وضع جدول مذاكرة لبناتها، خصوصا أن ابنتها رنا ليست لديها امتحانات لأنها ما زالت في الصف الثالث الابتدائي ولكن المدرسة تضع نظاما للمراجعة أشبه بالامتحانات ويكون على أساسه درجات التقييم: ف«كرة استغلال العيد في المذاكرة لم تكن فقط بسبب الامتحانات التي تأتي مباشرة عقب أيام العيد، ولكن أيضا بسبب طبيعة عملي فأنا أعمل في شركة خاصة حتى الساعة 4 مساءا، وتركيزي مع الأطفال يقل وقتها، لذا استغل العيد في تقديم الانتباه الكامل لهم، وعندي كثير من الصديقات والأقارب قرروا تقليل أيام الاحتفال بالعيد كمحاولة للحفاظ على مستقبل أبنائهم خصوصا أن المناهج تحتاج إلى تركيز كبير».