كتب: رضوى هاشم -
06:05 ص | الثلاثاء 26 أبريل 2022
لم يترك علماء المناخ مجالا، إلا وقدروا تأثيره على المناخ، ومقدار الانبعاثات الصادرة عنه، التي تسبب حالة الاحتراز العالمي، وارتفاع درجات الحرارة، ويعد مجال الموضة وصناعة الملابس، أحد أهم المجالات، خاصة أن صناعة الملابس، أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا، وأكثرها استهلاكا للموارد الطبيعية، واستهلاكا للوقود، سواء في الصناعة أو الزراعة أو النقل.
كشف تقرير للأمم المتحدة، أن صناعة الأزياء تسهم بنحو 10% من الإجمالي العالمي، لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتنتج نحو 20% من مياه الصرف عالميا، وتستهلك كمية من الطاقة، تفوق ما يستهلكه قطاعا الطيران، والنقل البحري معا.
ويأتي ثلث هذه الانبعاثات، من عملية إنتاج القماش، و8% من القص والخياطة، و16% من التعبئة والنقل والبيع، و40% من استخدامات المستهلك.
وذكر تقرير للبنك الدولي، أن 40% من الملابس التي يتم شرائها، لا تستخدم ويكون مصيرها سلة المهملات.
قال الدكتور فيصل رضوان، أستاذ التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية، أن تصنيع ألياف البوليستر المستخدمة في تصنيع الملابس، 70 مليون برميل، من النفط سنويا، ويرجع انتشار البوليستر واستخدامه في تصنيع الكثير من أنواع الملابس، إلى خفته ومتانته وانخفاض سعره.
لكن إنتاج قميص من البوليستر، ينتج ضعف انبعاثات الكربون التي يطلقها إنتاج قميص من القطن، إذ يطلق إنتاج قميص البوليستر 5.5 كيلوجرامات، من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بنحو 2.1 كيلوجرام للقميص القطني.
ويستغرق تحلل البوليستر حيويا مئات السنين، وقد تتسرب الألياف الدقيقة إلى النظام البيئي.
ويبتكر صُنّاع الموضة، أقمشة أقل ضررا على البيئة، إذ تُجري بعض الشركات تجارب على استخدام مخلفات الخشب والفواكه، وغيرها من المواد الطبيعية في تصنيع الأقمشة، بينما يبحث آخرون عن طرق بديلة لصباغة الأقمشة أو ابتكار مواد تتحلل حيويا فور التخلص منها.
وتؤثر أنماط شراء الملابس أيضا، على حجم انبعاثات الكربون التي تطلقها، إذ يرى باحثون أن الشراء عبر الإنترنت، يخفض انبعاثات الكربون، لكنه في الوقت نفسه يشجع المستهلك على شراء كميات تفوق احتياجاته، ثم إعادة كميات كبيرة منها بعد تجربتها.
وتضاعف إعادة السلع إلى المتجر، من انبعاثات الكربون، ولا سيما أثناء عملية التوصيل، وقد تعمد متاجر البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، إلى التخلص من السلع المرتجعة أو حرقها لأن إعادة بيعها قد يكلفها مبالغ أكبر.
وأشارت تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية، إلى أن 10.2 مليون طن من الأقمشة في عام 2017، انتهى بها المطاف في النفايات، بينما كان مصير 2.9 مليون طن من الأقمشة الحرق.