كتب: شيماء مختار -
05:00 م | الثلاثاء 19 أبريل 2022
طبيعة عملها في مجال البيزنس والأعمال، دفعها للسفر لمختلف دول العالم، قضت حياتها في التنقل من بلد لأخرى، إلى أن جاءت اللحظة التي تخلت فيها عن أحلامها وطموحاتها من أجل كلمة واحدة من ابنتها، إذ تقرر أن تنشئ مشروعا خاصا بها للأكل البيتي، فضلا عن التدريب في شركات عالمية.
16 عاما، قضتها بسمة محمد، تخرجت في كلية الهندسة قسم الميكانيكا بجامعة حلوان، في العمل الذي طالما عشقته، والسفر لمختلف دول العالم، قائلة: «انا واحدة بتحب شغلها جدا جدا وكنت بسافر للدول العربية والأوروبية معرفش اقعد من غير ما اشتغل لكن كلام بنتي صدمني وحطتني قدام نفسي بشكل مش حلو» حسب ما روته لـ«الوطن».
«أنا عايزة يبقى عندي أم زي أي أم» عبارة تحدثت بها ابنتها الكبرى ميرا صاحبة الـ12 عاما، لتنزل هذه الكلمات كالصاعقة على أذن «بسمة»، قائلة: «ساعتها الكلام نزل عليا بصدمة كبيرة جدا وكأن حد أفقدني التوازن قولت إزاي يعني أنا مش زي أي أم» هكذا عبرت «بسمة»، مشير إلى أن ابنتها تقضي طوال اليوم خارج المنزل من المدرسة إلى الروضة، للاهتمام بها في غيابها ووالدها.
«كان القرار صعب جدا إني أسيب شغلي وحياتي اللي قضيتها بس بيتي وبنتي بالدنيا كلها» حسب تعبير صاحبة الـ37 عاما، موضحة أنها استعانت بكورسات ودبلومات في الاضطرابات النفسية والعلاقات الأسرية والنفسية، حتى تستطيع التقرب من ابنتها، بعد أن اكتشفت المسافة الكبيرة التي خلقتها بانشغالها في عملها.
مشروع الأكل البيتي، اتجهت إلية «بسمة»، بعد أن تركت عملها وتفرغت لأسرتها، ولتقضية وقت فراغها، قائلة: «مكنتش قادرة اقعد من غير شغل وخاصة أنا متعودة علي الشغل عشان كدا فكرت استغل الحاجة اللي بحبها وشاطرة فيها وفي نفس الوقت اعرف اتحكم في وقتها» حسب تعبيرها، مشيره إلى أنها لم تعمل من أجل المال، بل من أجل تقضية وقتها لحين عودة بناتها، تقوم بتوصيل طلباتها عن طريق الانترنت.
«لما أخدت كورسات عشان أصلح العلاقة بيني وبين بنتي اللي باظت في جامعة عين شمس اخدت كورس المدربين المعتمدين ونجحت فيه وبقيت مدربة معتمدة وبدي كورسات اونلاين لمختلف البلدان العربية والأوربية» حسب ما روته ابنة محافظة القاهرة، كما أنها أدركت ما قيمة الوقت التي أضاعته بدون التقرب من بناتها، «حضنهم والوقت معاهم بالدنيا وما فيها وهما بقوا مبسوطين جدا».
