كتب: روان مسعد -
06:26 ص | الخميس 07 أبريل 2022
وجبة السحور من الوجبات المهملة في الصيام، ولا يعيرها الكثيرون اهتماما، ويتناولون أي شئ موجود في المنزل دون التركيز على ما إذا كانت هذه الوجبة تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم أو لا، خاصة وأننا بعدها نبدأ فترة صيام أكثر من 14 ساعة كاملة.
ويؤكد دكتور محمد حلمي استشاري تغذية علاجية، في تصريحات خاصة لـ«هن»، على أهمية توازن وجبة السحور ومكوناتها، ومن أهم هذه المكونات الألياف، والتي تعد صديقة لمرضى السكري ومتبعي الحمية الغذائية، وذلك لأنها تنظم عملية الحرق وكذلك مستويات السكر والأنسولين في الدم، كما أنها تعزز صحة الجهاز الهضمي وتقلل كثيرا من فرص حدوث الإمساك في رمضان.
وعن أنواع هذه الألياف، يقول «حلمي» أنها تنقسم إلى نوعين، النوع الأول هو الألياف الذائبة والآخر الألياف غير الذائبة، أما الألياف الذائبة فهي تقلل الشهية وتعزز الحرق وتحسن حساسية الأنسولين لأنها تمنحنا الإحساس بالشبع لمدة طويلة، وهو ما نحتاج إليها مع فترات الصيام الطويلة.
وأكد استشاري تغذية علاجية، أن الألياف الذائبة تزيد من إفراز هرمون الشبع، كما تقلل من إفراز هرمون الجوع،إذ أنها تتحكم في رفع مستوى سكر الدم تدريجيا، لأنها تبطئ عملية هضم وامتصاص الطعام، وبالتالي فإن إفراز هرمون الأنسولين يكون تباعا، ما يعني معدل حرق أفضل لمدة أطول وشبع لفترة زمنية أكبر مع شعور أقل بالجوع.
اقرأ أيضا.. استشاري تغذية علاجية يوضح الترتيب الصحي لتناول وجبة الإفطار في رمضان
وبالنسبة للألياف الغير ذائبة فهي الكنز الذي يجهله الكثيرون، وذلك لأن الجسم لا يهضمها أصلا، ولا تحتوي سعرات حرارية داخلة للجسم، ما يعني أنها تخرج من الجسم كما تدخل، ولكن لها تأثيرا كبيرا على صحة الأمعاء، إذ أنها تحسن حركة الأمعاء وتطهرها، وتمنع الإمساك وتنقي الجهاز الهضمي من السموم وتطردها.
كما تعد الغذاء الأساسي لبكتريا الأمعاء الصديقة، التي تحافظ على صحة جهازنا الهضمي والمناعة، وتسهم في إنتاج بعض الفيتامينات وتعزز صحة الجهاز العصبي والحالة المزاجية، كما أنها تقلل من امتصاص الجسم للدهون وتخلصه منها عن طريق البراز، كما تزيد من الإحساس بالشبع.
أما عن مصادر هذه الألياف والتي يجب أن نحرص عليها بشكل يومي في وجبة السحور، أوضح استشاري التغذية العلاجية، أنها تتمثل في الحبوب الكاملة التي يتضاعف حجمها في المعدة مع شرب المياه، مثل الشوفان وبذور الشيا والقطونا وبذور الكينوا وغيرها، كما توجد في دقيق الحبة الكاملة والذرة الصفراء وكذلك البقوليات كالفول والعدس والحمص بالإضافة إلى المكسرات.
ونصح «حلمي» بتناول الخضراوات، مثل الجزر وجميع الورقيات الخضراء كالخس والكابوتشا والكرنب والجرجير، وكذلك الخيار والفلفل الاخضر والألوان والجزر، وأيضا الطماطم، ولكن يفضل تناولها طازجة دون طهي، حيث أن الحرارة تقلل من القيمة الغذائية لها، بالإضافة إلى تناول الفاكهة بشرط أن تؤكل كاملة بلا من عصرها لأن العصير يفتقر إلى الألياف ويزيد من فرصة تخزين الدهون في الجسم.
