اعتادت الاستيقاظ مبكرًا، وقضاء اليوم من بدايته حتى النهاية وهي برفقة صغيرها يشاركها جميع خطواتها، لم يكن لهما من الحياة سوى بعضهما، بعد أن انفصلت عن زوجها، وكانت ثمرة زواجها الذي دام لعام هو حصولها على صغيرها «تميم»، الذي أصبح هو كل حياتها، ولم تقبل التخلي عنه، وقررت العمل من أول يوم علمت به بحملها حتى توفر له حياة كريمة، ليصبح السبب في فقدها وظيفتها التي تعتبر مصدر دخلهما الوحيد.

تزوجت عزة عبدالسلام في عام 2018، ولكنها تعرضت للعديد من الخلافات الزوجية التي أدت إلى انفصالها عن زوجها، «اكتشفت إني حامل في أول يوم انفصلنا فيه»، وحينها قررت التمسك بطفلها، وقررت البحث عن عمل لإعالته حتى عرض عليها أحد المقربين، العمل مع شركة «أوبر»، وذلك حسبما روت عزة لـ «هن».

توقف عزة عن العمل بسبب ابنها

وقررت الالتحاق بالشركة والعمل كسائقة أوبر، ولأنها لا تستطيع ترك ابنها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات في المنزل بمفرده، لعدم توافر من يساعدها في الاهتمام به، أخته معها أثناء العمل «معندييش مكان أسيب فيه ابني، بيكون على الكرسي جمبي»، ويتكرر الأمر على جميع الزبائن الذين يتعاطفون معها هي ونجلها، وتمر الأيام دون حدوث مشكلات.

حتى تفاجأت الحاصلة على بكالوريوس تجارة، من وقفها عن العمل من الشركة، بعد أن قدمت بها إحدى السيدات من زبائنها شكوى لعدم إحساسها بالأمان خلال الرحلة لوجود الطفل برفقتها «ابني متكلمش طول الطريق وكان ساكت، أنا استغربت اللي حصل جدًا»، لتصبح أمًا عاطلة في مسؤوليتها الطفل التي لا تعرف كيف تتكفل بما يحتاجاه.

عزة: أنا متكفلة بكل حاجة لابني

تشعر السيدة الثلاثينة بعدم الاستقرار والأمان لأبنها الذي ليس له من الحياة سواها «طليقي منعرفش عنه حاجة، أنا اللي متكفلة بكل حاجة لابني»، إذ صرحت عن ذعرها مما حدث معها وأرادت التغيير من وظيفتها والعمل بما يناسب مؤهلها مثلما كانت تعمل سابقًا قبل زواجها كموظفة في أحد البنوك، مختتمة حديثها «ياريت الناس تسيب كل حد في حاله، كفاية الحياة علينا، محدش عارف ظروف غيره».