داخل شوارع المناصرة القديمة، وسط ورش الخشب والأثاث، بنى «العم عامر» تاريخه بتعبه أمام مشروعه المتواضع الذي كان بمثابة عكازه المُتكئ عليه للإنفاق على أسرته، وبناء مستقبلهم.

أكثر من 30 عاما، و«العم عامر»، يقف أمام «سبرتاية» يطهي عليها الساندوتشات ويقدمها للزبائن، جيل خلف جيل، مهما تعددت الاختلافات بينهما، جمعهم وجبة الإفطار على عربة «عامر».

السبرتاية بتوفر وتسخن على نار هادية

مشروع صغير بدأ فيه «عامر» بعدما قرر إحضار «دكة» خشبية، وسبرتاية لتسخين الطعام عليها: «السبرتاية بتوفر غاز وكهرباء، غير أنها بتسخن على نار هادية، فبيطلع الأكل مستوي وحلو».

وتابع: «كل الناس بتاكل عندي، مهما عدت السنين، من المستشارين وحتى النجارين بالورش والمارة بالشوارع، كله».

وأشاد صاحب المشروع بما يقدمه، لزبائنه: «بعمل ساندوتشات على قد الإيد يا بنتي».

ربيت من عليها 4 بنات

4 بنات هن ذرية الرجل المُسن، الذي أحسن تربيتهن من «السبرتاية»: «السبرتاية دي ساعدتني أربي بناتي في الـ30 سنة اللي اشتغلتهم، جوزت اتنين ولسه اتنين كمان».

متابعا: «مسبتش واحدة منهم تساعدني، عشان مينشغلوش على الدراسة، وربيهم يعتمد على نفسي».

الساندوتش بـ5 جنيهات وأغلى واحد بـ8

أسعار زهيدة الساندوتشات المقدمة، خوفا من ارتفاع الأسعار: من 5 جنيهات: «الساندوتش بـ5 جنيهات وأغلى واحد بـ8، بعمل بسطرمة وجبن، وكبدة وأي حاجة في رغيف خبز».

متابعا: «بحضر كل الأكل من 9 صباحا، في البيت وأجي افتح العربية، وأبيع وأنا واقف على رجلي، اتعودت على التعب خلاص».

ليس للعم عامر أحلام سوى الستر والصحة ودوام الحال؛ «ربنا يسترها معانا ونفضل شغالين وبنكسب بالحلال».