كتب: نهى نصر -
02:24 م | الأربعاء 23 فبراير 2022
في إحدى شوارع منطقة صفط اللبن بمحافظة الجيزة، تتجول «إخلاص» الفتاة العشرينية، محتضنة طفلها الرضيع بين يديها اللتين يغلب عليهما الشقوق من جر عربتها «الكارو» المثقلة ببعض أنواع الخضار التي تحاول بيعها طوال اليوم بكل طاقتها، حتى تتمكن من توفير قوت يومها للإنفاق على صغيريها، خاصة بعد توقف زوجها عن العمل، لذا تعافر من أجل حياة أسرتها، رغم من صغر سنها.
إخلاص شحات، 22 عاما، تعمل كبائعة خضار على عربة «كارو»، وفقا لحديثها لـ«الوطن»، إذ تحكي أنها تزوجت منذ 5 سنوات ولكن واجهتها العديد من الصعوبات بعد توقف زوجها عن العمل: «زوجي في الأول كان شغال سواق، بس الشغل وقف، والدنيا اتلخبطت معانا أوي، عشان كده نزلت أبيع الخضار».
تعيش السيدة العشرينية مع أسرتها في شقة إيجار قيمته 700 جنية شهريا، وهو ما بات مبلغا كبيرا بالنسبة لها بعد تعطل زوجها عن العمل، فضلا عن أنها لديها طفلين تتراوح أعمارهما بين 12 شهرا وعامين: «معايا بنتي دهب ودي عمرها سنتين، وزين لسه سنة ده اللي باخده معايا عشان رضيع»، بينما تثقل كاهلها أيضا فواتير الكهرباء والمياه والغاز والاحتياجات المعيشية الأخرى، مما دفعها في النهاية لبيع الخضار منذ 3 أعوام.
يبدأ موعد عمل «إخلاص» في بيع الخضار، الساعة التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء «باجي كل يوم من صفط اللبن بعد ما بشتري الخضار، وأروح عند مترو جامعة القاهرة أقعد هناك طول اليوم علشان أقدر أبيعه كله، والحمد لله على كل حال، بس مش بعرف أروح مكان تاني عشان ابني صغير».
تعمل الأم العشرينية على عربتها «الكارو» لبيع الخضروات، التي باتت مصدر رزقها الوحيد، منذ 3 أعوام، دون كلل أو ملل لأجل أسرتها البسيطة: «أنا اللي بصرف على البيت، خاصة أن زوجي ليه 6 شهور مش بيشتغل عشان مفيش شغل».
ورغم من سوء الأحوال الجوية التي تشهدها البلاد هذه الأيام، لم تتوقف «إخلاص» عن العمل وما زالت تعافر أمام صعوبات الحياة لحماية زوجها وصغيريها: «لو قعدت في البيت مين هيصرف علينا والحمد لله أهي ماشية»، لذا تتمنى بشدة أن تتمكن من الحصول على دخل ثابت يعينها على احتياجات أسرتها: «نفسي في معاش عشان يكون لينا مصدر رزق ثابت ومش عاوزه حاجة تاني».