في وقت الظهيرة من كل يوم، تصطحب علا جمال شقيقتها لتستقل الأختان "عربة كارو"، تتجولان في الأسواق لجمع البقايا من الخضار والبلاستيك، في منطقة أرض اللواء في الجيزة؛ لتجمعا قوتهما حتى حضور الليل.

قررت الأم الثلاثينية أن تتجول بالعربة منذ عامين، بعد أن ضاق رزق زوجها وقل، الذي يستقل أخرى، ولكن لتوصيل الطلاب حيث الأعمار الصغيرة إلى مدارسهم بالمناطق الريفية، حسبما تقول.

وتتابع قائلة إن أحد أقاربها تخلى عنها عند طلب المساعدة، ما جعلها تفكر في الخروج، بعد أن كانت تلزم المنزل: "الشارع علمني حاجات كتير، والجنيه أبويا وأمي".

"تعالي بـ50 جنيه"، تصادف علا الكثير من المضايقات، وقاطعي الأرزاق، متابعة أنها دائما ما تتشاجر مع أصحاب العروض اليومية، واصفة إياهم بـ"أهل الحرام".

وتقول: "مش بحترم حد في الشارع، والست لازم تكون كده ما دام خرجت من البيت"، متابعة أن لها 6 أشقاء، يساعدها إخوتها تبعا لقدراتهم المادية.

"يلا يا أسد"، كلمات تحث بسمعها "الحمار" على السرعة، وتذكر تعرضها لعدة حوادث عندما استقلت "الكارو" للمرة الأولى، وتوضح: "لما ركبتها اتكفيت على وشي مرة، وتانية وقعت من عليها لغاية ما اتعودت".

في بدء الأمر كانت ترتدي "النقاب" لتجنب المعاكسات والمضايقات اليومية، وبمرور الأيام رجعت لزيها الأول حيث الحجاب: "دلوقتي خلاص اتعرفت في المنطقة، والناس هنا بيحترموني، وكله عارف علا هنا إيه".

وعلى الرغم من معرفتها القراءة والكتابة، إلا أنها لا تحسب على الدولة كمواطنة، لعدم استخراج بطاقة هوية: "مش عارفة أعملها، ولا عارفة أعمل معاش السيسي ونفسي أخذه، ولازم أختي تروح معايا وهما مش فاضيين".

عادات خاصة تبدو "مختلفة"؛ فيقلل السيدات من البدو الخروج من المنزل، وتقول علا "البدوية": "عندنا البنت لو قعدت ليلة بره البيت يقولوا عليها جابت لنا العار، وكل اللي بتتزوج لازم ترتدي الأسود".

علا "أم" لـ5 أبناء، أكبرهم "هيام" التي تبلغ من العمر 11 عاما، والتي أصيبت بمرض السرطان في الغدد منذ 4 سنوات: "متابعة مع مستشفى 57، وقلبي حجر من وقتها وكل ما تخف يرجع تاني".