رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«رنا» أول أردنية تبحث في الخلية والجزيئات وأمراض العصر: العلم يجري في دمي «صور»

كتب: غادة شعبان -

06:38 م | الجمعة 11 فبراير 2022

العالمة الأردنية رنا الدجاني

طوعت علمها لخدمة البشرية، تجوب داخل المختبرات و مراكز البحث، لاكتشاف الأشياء من حولها، للخروج بنتائج بحثية، حتى تخصصت في مجال البيولوجيا و الجزيئات داخل الخلية، أجرت أبحاث متعلقة بأمراض العصر وهم السكري والسرطان، فضلا عن تأسيس مؤسسة «نحن نحل القراءة» لخدمة الأطفال، هكذا هو منهج العالمة الأردنية رنا الدجاني، أول أردنية حاصلة على زمالة معهد «راد كليف» للدراسات المتقدمة.

رنا الدجاني، صُنفت من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم، وحصلت على جائزة الملك «سيجونغ» للقراءة والكتابة المقدمة من اليونسكو.

«الوطن» تواصلت مع أول عالمة أردنية في مجال البيولوجيا والجزيئات داخل الخلية وأمراض العصر السكري والسرطان، وإلى نص الحوار:

كنت أسهر مع والدي كل ليلة نقرأ المجلات العلمية

- رنا الدجاني.. أول عالمة أردنية في مجال البيولوجيا والجزيئات داخل الخلية.. حدثينا عنك وعن وصولك للقب عالمة وكيف وصلت له؟

تخرجت في الجامعة الأردنية في مرحلة البكالوريوس واعمل بالجامعة الهاشمية، منذ الطفولة وأنا أحب العلم والأسئلة والفضول، ويرجع الفضل لوالدي الذي كان يعمل طبيب وعالم، إذ كنا نسهر كل ليلة نقرأ المجلات العلمية ونتناقش في كافة الموضوعات حتى زُرع بداخلي الشغف، ليكن هذا الأمر الذي دفعني لدراسة العلوم وأصبح عالمة، فلم اكتف فقط بدراسة العلوم بل قررت عمل الأبحاث لاكتشاف الأشياء وهذا يعطيني شعور بأهمية ما أقوم به، فالعلم ليس مجرد وظيفة تنتهي في ساعة معينة وليس له وقت للتقاعد، فهو شيء يجري في دمي و لآخر دقيقة في حياتي.

- حصلتِ على منحتين من منح برنامج «فولبرايت» وأجريت أبحاث متعلقة بمرض السكري والسرطان.. حدثينا بشكل مفصل عن تلك الدراسات؟

أنا باحثة وعالمة في عالم العلوم الحياتية على مستوى الجزيئات وداخل الخلية، دائما أحب دراسة الأشياء ذات أهمية في المجتمع.

اكتشفنا جينا جديدا له علاقة بالسكري

بدأت دراستي عندما تخرجت في الجامعة وحصلت على الدكتوراه والعودة للأردن، وتطلعت حولي وهذا هو شعار العالم.. يرى ما يراه الأشخاص ولكن بطريقة مختلفة، انتبهت على المجتمعات المعزولة جينيا لا يتزوجون إلا من بعضهم البعض، واخترت دراسة مرض السكري، كونه مرض العصر وأيضا السرطان، واكتشفنا جينا جديدا له علاقة بالسكري، وهذا يتطلب انخراطا مع الناس وشرح للعلوم، وهو شيء مهم لزيادة وعي الناس واليوم نراه في جائحة كورونا.

- هل هناك مجالات أخرى قمت بعمل أبحاث بها ترتبط بالخلية والجزيئات؟

نعم يوجد مجال آخر أبحث فيه وهو أثر الحروب والأزمات على الجينات، وهي جزء من حياتنا، وأحببت دراسة ما تأثير تلك الأزمات ليس فقط على الصحة النفسية وإنما أيضا على الهرمونات في الجسم مثل هرمون الكورتيزون، هل يمكن أن يورث للأجيال القادمة و هذه الدراسات ما زالت قائمة.

- حدثينا عن الاهتمامات البحثية في مجال إشارات الخلية وكيف يتم نقله؟

دراستي عن المؤشرات داخل الخلية توضح كيف تتكلم الخلايا مع بعضها البعض وتتواصل وكيف تتم الاستجابة، في الطبيعة عندما لا يوجد خلا نرى الأمور تسير أفضل، وعندما يوجد الخلل يحدث بعض الأمراض، فمثلا اكتشافنا لجين لمرض السكري في المجتمعات المعزولة، هذا يساعد على دراستها لفهم الإشارات التي يمكن أن يحدث بها خلل وتسبب في مرض السكري وأيضا عندما تفهم كيف تؤثر الأزمات على المادة الوراثية تفهم آلية استجابة جسم الانسان، ويمكن علاجها ببرامج وعلاجات في المستقبل.

لم أحبس نفسي داخل أسوار الجامعة والمختبر

- أسستي مؤسسة «نحن نحب القراءة» للأطفال..فما هدفها؟

تعلمت من والدتي التي كانت رائدة اجتماعية وتحاول أن تجد حلول للفتيات، وتقوم بتوجيه النصائح لهن، من هذا الباب استخدمت مهاراتي التي اكتسبتها في العلم والبحث في حل مشاكل المجتمع، فلم أبق داخل أسوار الجامعة والمختبر، لكن انتقلت إلى خارجهم، انتبهت إلى أن الأطفال لا يستمتعون بالقراءة، لذلك قررت تطوير القدرات النقدية والتواصل مع الاخرين وزيادة الخيال للتعبير عن النفس، وقمت بإجراء أبحاث حتى يُحب الطفل أن يقرأ من أجل الاستماع.

بدأت اقرأ للأطفال في الحي الذي أعيش به ومن ثم طورت برنامج تدريبي لتدريب الأفراد في الأحياء على القراءة بصوت عال.. و اسميت هذا البرنامج «نحن نحب القراءة»، وبدأت في حي صغير في عمان، وذاع انتشاره في 63 دولة، واصبح حراك مجتمعي لبساطة البرنامج واي انسان يستطع تطبيقه لانه شخص يقرأ بلغته الأم.

- كيف تفاعل المجتمع والأشخاص مع فكرة «نحن نحب القراءة» ؟

ذاع صيته وأعجب به الكثيرين وقاموا بتطبيقه بنفسهم وانتشر حول العالم، إذ يهدف لاستخدام التكنولوجيا في التواصل الإنساني لعقل الطفل، وهو برنامج تعليمي وخاصة في جائحة كورونا، عندما لا نجد مدارس، فهو بديل ليبقى الطفل مندمج في الحياة، فضلا عن كونه برنامج صحة نفسية، إذ يدمج الطفل مع الفرد في شيء ممتع، وهو للكبار والصغار، وقمت بتأليف قصص من الواقع باللغة العربية، ذات رسائل تنادي بالمساواة وتتحدث عن أزمة اللاجئين، والحفاظ على البيئة و التطرق لظاهرة التنمر بالأطفال، مبني على الأبحاث العلمية، حتى حصلت على جائزة الملك «سيجونغ» للقراءة والكتابة، المقدمة من منظمة اليونسكو.

- تصفين نفسك بأنك نصف سورية و نصف فلسطينية.. حدثينا عن ذلك الوصف وكيف يمكن لعالمة كبيرة مثلك تقديم جهود لمواكبة معاناة الشعبين والأحداث التي يعيشون بها؟

والدي فلسطيني ووالدتي سورية، وكوني أجمع بين الشعبين جعلني أدرك حق المعاناة واعمل على حقوق الانسان والعدل والمساواة ولا اتحرج من قول كلمة الحق، واشجع الجميع على الكتابة لان عندما ندون ما يحدث ونشارك الأخرين بأقلامنا نحن نملك المستقبل.

- هل تعتقدين أن عدم المساواة بين الجنسين في مجال العلوم ليس مشكلة خاصة بدول المنطقة والعالم النامي، رغم أن الشائع غير ذلك وما تفسيرك؟

اعتقد أن المرأة هي المظلومة في كل العالم ليس فقط في الدول النامية، فالمشكلة موجودة أينما كانت، لذا يجب علينا أن نتحدث عن المرأة العربية و موقعها في المجتمع، أنا اعترف انه يوجد مشاكل و مشاكلنا تختلف عن الغرب.

عمل المرأة في العلوم لا يجد الدعم الكافي والحرية 

- ما العقبات التي تواجه المرأة بشكل عام وبشكل خاص في مجال العلوم؟

المرأة في العلوم لا تجد الدعم الكافي والحرية وهذا لا يقتصر على المرأة فقط عربيا ولكن عالميا، إذ قابلت نساء عالمات في جامعات مختلفة يعانون من عدم المساواة بطريقة كبيرة، لذا يجب أن نتوارى في كل ما نسمعه.

- ما النصائح التي تقدمينها للنشء وبخاصة الفتيات و لعالمة في بداية طريقها و تعتبرك قدوتها في الحياة؟

نصائحي للفتيات« اقرأي.. تعلمي.. ثقي بنفسك.. احلمي.. اصنعي أولوياتك.. كل مشروع يبدأ بخطوة واحدة، زوجي يقول لي أرى محيط في نقطة ماء».