بعد أن اعتادت الجلوس داخل المكاتب، والتواجد ضمن روتين محدد، غيَّرت صاحبة الـ22 عامًا حياتها، وقررت أن تقلبها رأسًا على عقب، لتصبح هي من تدير عملها، وخرجت من حياتها المألوفة، لا تقيدها المواعيد الرسمية التي تتنافى مع أوقات دراستها، ولا التقيد بين جدران المكتب التي اعتادت عليه خلال ثلاث سنوات.

من موظفة في المكتب لمشروع في الشارع 

«زهقت من شغل المكتب، وحبيت أحقق حاجة لنفسي»، هكذا بدأت هاجر سيد تحكي حكايتها لـ«هن»، إذ كانت تعمل لمدة ثلاث سنوات في إحدى الشركات، ولكن كان يراودها دائمًا الرغبة في تغيير مسار حياتها، والتحرر من تقييد المكاتب والحياة الرسمية، حتى قررت اتخاذ الخطوة، وفكرت في إنشاء مشروع صغير، تقوم بإعداد الشاي والقهوة، وبعض من السندوتشات مثل البرجر، الكبدة، وغيرها.

وعليه، ذهبت الفتاة لشراء ما تحتاجه من الأدوات التي تساعدها على إدارة مشروعها بشكل بسيط، إذ أحضرت «بابور»، منضدة صغيرة تنصب عليها الشاي، السكر والأكواب، «فضلت لحد 1 بليل في الشارع علشان أشتري الحاجات بسعر مناسب»،  وبعد تجهيز كل ما تحتاج إليه، بدأت في وضعه في أحد شوارع حي الدقي بالقاهرة.

تشجيع ودعم من المحيطين 

لاقت الفتاة التي تدرس في كلية التربية الرياضية، تشجيعًا من صديقتها التي أتت لدعمها، ودعمها على الاستمرار في مشروعها، ودعمًا كبيرًا من المحيطين والمارة الذين أقبلوا على شراء القهوة والشاي، وتناول السندويتشات من عمل يديها، «أنا اتفاجئت إن القهوة والشاي بتوعي بقى ليهم جمهور ومن أول يوم شغل»، ولكن علقت الفتاة أن المضايقات التي حدثت لها كانت من البائعين المجاورين «بلاقي ناس عايزة تمشيني».

وتحدثت «هاجر» المقيمة في ثكنات المعادي عن سعادتها بعد الخروج من حياة المكتب، رغم الانتقادات التي واجهتها من أهلها والأقرباء إليها، إلا أنها ما زالت تصر على استكمال تحقيق حلمها، والانفراد وتحقيق ذاتها، «أنا بدأته بترابيزة صغيرة وإن شاء الله هحقق حلمي ويكبر مشروعي مع الوقت»