ساعات طويلة تقضيها «عدل» ابنة محافظة سوهاج وهي تتنقل بين أرصفة شوارع الدقي ممسكة بإحدى يديها مقشة وأمامها سلة القمامة لتواصل عملها في التنظيف وهو ما لجأت له كي تعول أبناءها بعد وفاة زوجها وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية إلا أنها تصر على النزول من أجل توفير قوت يومها.

عاملة النظافة عدل أبو زيد صاحبة 35 عاما والمقيمة في إمبابة بمحافظة الجيزة تروي في حديثها لـ «هن»، أن جذورها تعود إلى محافظة سوهاج ولكنها انتقلت إلى القاهرة مع خالها منذ صغرها بعد وفاة والديها «لما أبويا أتوفي كنت صغيرة ومشفتوش وبعد لما أمي أتوفت خالي أخدني معا هنا في القاهرة» وبعد ذلك تزوجت السيدة ولكم لم يحالفها الخط وتوفي زوجها منذ عامين، و«عدل» لم تتمكن من تعليم أبنائها بعد وفاة زوجها.

وجدت السيدة الثلاثينية نفسها مطالبة في بداية كل شهر بـ 350 جنيها كإيجار للشقة الصغيرة التي تسكن بها مع أبنائها الأربعة والذين تتراوح أعمارهم بين 2-7 سنوات مؤكدة أنها لم تتمكن من تعليمهم بسبب الظرف المعيشي الصعب «عندي ملك دي ليها 7 سنين والمفروض تدخل المدرسة لكن عشان مفيش فلوس قعدتها في البيت ومحمد ده بردوا عنده 6 سنين والأتنين الباقيين لسه صغيرين» فضلا عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز.

معاناة بعد وفاة الزوج

«بعد لما زوجي مات لقيت الحال مش قوي فقررت أنزل أشتغل» هكذا قالت الثلاثينية مضيفة أنها في البداية كانت على تنتظر مساعدة الغير قبل أن تستقر مؤخرا ومنذ 6 شهور كعاملة نظافة في شوارع الدقي على أنها تأتي يوميا من منطقة إمبابة من الساعة 6 صباحا لتمارس عملها حتى الساعة 8 مساء وتظل طلية أيامها منتظر قدوم أول شهر بفارغ الصبر كي تحصل على مرتبها.

تحلم بتعليم أبنائها

تحلم «عدل» بتعليم أبنائها رغم كثرة الآلام التي تتكبدها الأم رفقة أبنائها بعد وفاة زوجها إلا أنها مازالت راضية بقضاء الله مختتمة حديثها: «نفسي في معاش يساعد معايا في المصاريف وأعلم عيالي عشان يكونوا أحسن حاجة».