كتب: نهى نصر -
07:20 م | الأحد 23 يناير 2022
بملامح بسيطة يغلفها التعب، تتجول «آمال» في إحدى شوارع فيصل، حاملة في يدها «شنطة» سوداء اللون، بداخلها أكياس مناديل، تستعين ببيعها للإنفاق على أسرتها التي تتكون من 4 أفراد، بعد وفاة زوجها، رغم فقدان قدميها إثر تعرضها لحادث قطار منذ طفولتها، لتقرر أن تواجه صعوبات الحياة بمفردها.
«آمال محمود»، 50 عامًا، والمقيمة في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، خلال حديثها لـ«الوطن» أنها منذ طفولتها وهي تعاني من صعوبة الحياة، خاصة بعد وفاة زوجها منذ 5 سنوات « زوجي مات وسابلي أربعة عيال، وجريت عليهم لغاية لما ربيتهم، وقبل ما يموت ومكنتش بنزل اشتغل في الشارع».
تعرضت السيدة الخمسينية لحادث قطار، منذ طفولتها، إذ كانت تبلغ من العمر عامين، نتج عنه فقدان قدميها، قائلة: « كان عندي سنتين والقطر عدي على رجليا وعملي قطع في رجليا الاتنين، وأنا أتجوزت كدا وكبرت وكنت بغسل وبربي العيال وكل حاجة».
ورغم ذلك لم تستسلم «آمال» للمرض، وقررت أن تعافر من أجل إسعاد بنتها، متابعة:« بخاف عليها جدا من الشارع ونفسي أكملها تعليم عشان تكون مضيفة طيران زي ماهي بتتمني».
وجدت «آمال» نفسها مطالبة في بداية كل شهر بـ550 جنيها إيجار للشقة الصغيرة التي تعيش بها مع أبنائها الأربعة «بنت و3 ذكور»، تتراوح أعمارهم ما بين 21- 11 عاما:«الولدين الكبار مكملوش تعليم عشان كانت ظروفنا المادية صعبة، وعندي ابني الثالث ده في أولي إعدادي والبنت في خامسة ابتدائي»، بخلاف فواتير الكهرباء والمياه والغاز والاحتياجات المعيشية الأخرى مما دفعها في النهاية لبيع المناديل، وبيع ماكينة الخياطة التي كانت تمتلكها من أجل الحصول على المال «باجي كل يوم أقعد أبيع مناديل بعد لما بنتي تطلع من المدرسة لغاية 10 بالليل، ونفسي في ماكينة اشتغل عليها تاني».