كتب: نرمين عزت -
10:30 م | الجمعة 07 يناير 2022
التخرج من الجامعة يستغرق العديد من السنوات، إذ يتخطى عمر الطالب عند تخرجه العشرين عاما، إلا أن الأمر بالنسبة لـ«سوسن» كان مختلفًا، إذ ساعدها ذكاؤها المبكر والخارق للطبيعة على اختصار تلك السنوات والحصول على الشهادة الثانوية، وبعدها التخرج في الجامعة وهي لم تتخط بعد الـ 12 من عمرها، كما ساعدها ذلك الذكاء غير الطبيعي على ممارسة حياتها كطفلة بشكل طبيعي، واستطاعت بتفوقها جذب انتباه الصحف العالمية فور ظهور نتيجة اختباراتها الجامعية التي تلقتها في ديسمبر الماضي وحصلت فيها على الدرجات النهائية، وفقا لشبكة «ABCnews» الأمريكية.
«كل ما نلاقيها مهتمة بحاجة كنا بنساعدها أكتر فيها ونحاول نفهمها أكتر عشان نقدر نوجهها».. اكتشفت الأم جينا سانتوس أحمد الدكتورة في جامعة براون وزوجها الطبيب وسام أحمد رئيس قسم أمراض الدم والأورام في معهد الأورام التابع لـ «كيلفلاند كلينك» أبوظبي، أن معدل ذكاء ابنتهما مرتفع، لذلك بذلا ما في وسعهما لمساعدة الطفلة، ولاحظ الأبوان قدرتها على الكتابة والقراءة في أول عامين لها من عمرها، وتلقت تعليمها ما قبل الجامعي بمساعدة الأهل الذين زاد تشجيعهما لها وازدادت هي تعلقا بهما، بالتحديد والدها التي تعتبره قدوةً لها.
تقول والدتها: «أخدت شهادة الثانوية العامة وهى عندها 9 سنين ونجحت في اختبارات التأهيل الجامعي، وهي بتمارس طفولتها»، فالطفلة كانت تشاهد أفلام ديزني وتستمع إلى الموسيقى وتمارس حياتها بشكل طبيعي وفي نفس الوقت استطاعت الحصول على شهادة الثانوية العامة واجتازت اختبارات التأهيل للجامعة حتى التحقت بكلية «بروارد» التي كانت فيها أصغر طالبة جامعية بين زملائها الذين فوجئوا بوجودها معهم، وتقول «سوسن»: «في البداية الكل اتفاجئ بوجودي وكانوا بيساعدوني كلهم ويعاملوني بلطف وينادوني بالألقاب زي يا حلوة وعسل لكن بعدين في آخر السنة كانوا بيطلبوا مني المساعدة».
«سوسن على طول كانت مستعدة انها تعمل واجبات المعمل كل يوم، كانت استثنائية في كل حاجة وكأنها كانت مؤهلة لمواكبة المرحلة دي، طالبة ممتازة».. تلك الكلمات وصفت بها آمبر أبليز أستاذة الأحياء المساعدة في كلية بروارد، أما «سوسن» فقالت بعد التحاقها بجامعة فلوريدا لدراسة برمجة الكمبيوتر والكيمياء والبيولوجي: «دوراتهم في برمجة الـ Python في الأحياء خلتني متحمسة إني أدرس هناك وسعيدة إني اتقبلت هناك».
تقول الطفلة: «الأطباء زي بابا بينقذوا أرواح الناس لكني أتمنى تكون فيه تقنية في الطب تنقذ أروح كتير في وقت واحد»، كما يتمنى والدها أيضا أن تستطيع صغيرته إضافة المزيد من النجاح والإنجازات إلى مهنته، على الرغم من أنها تستوحي قوتها من أندريا جيلاتلي مهندسة الطب الحيوي وقائد فريق «Battlebots»، والتي قالت عنها: «هي نموذج لازم يبقي قدوة ومن النساء القوية اللي بستمد قوتي منهم وعجبني جملتها إن الروبوتات تقدر تتحمل الضرر الناتج من العوامل الأخرى وده شبه وظيفتها كمهندسة حيوية رائعة»، وكانت آخر ما نصحت به الصغيرة من هم في أعمارها: «ركز على النجوم واوعى تقلل من نفسك».