كتب: عمرو رجب -
10:28 م | الإثنين 03 يناير 2022
«أيوة يا عمّنا جايه أهو» بخطوات مسرعة تحمل الأمل، تحاول «الأسطى آية» تلك العشرينية المُلقبة بأم عدي إثبات عدم وجود حرف للرجال فقط، وإنها قادرة على العمل في أي مهنة وتحت أي ضغوط، حيث تعمل في إصلاح إطارات السيارات، وتتنقل داخل الورشة التي يمتلكها والدها أمام قرية الشقر بمركز الفشن جنوب بني سويف، لا تكل ولا تمل من العمل، معتمدة على نفسها في عملها.
على مسافة أكثر من 40 كيلو متر جنوب مدينة بني سويف، وداخل ورشة كاوتشوك بالطريق الزراعي المنيا بني سويف، تعمل «آية» تلك السيدة العشرينية في مهنة إصلاح الكاوتشوك يساعدها زوجها «أنا بشتغل هنا من وأنا عمري 9 سنوات، واتعرفت على زوجي الذي كان يعمل مبلط سيراميك وقتها، وشاهدني وأنا أعمل هنا، وبعد فترة من الزواج ولتراجع أعمال مهنته، جاء للعمل هنا في الورشة ودلوقتي أصبح أسطى وبستلم الوردية أنا وهو 24 ساعة، مقابل راحة 24 ساعة، بالتبادل مع والدي».
وأضافت في حديثها لـ«الوطن»: «لا توجد مهنة للرجال فقط، الست المصرية جدعة وبخاصة عندنا في بني سويف وتقدر تشتغل أي حاجة وتحت أي ظروف، أنا هنا بشتغل 24 ساعة متواصلة، ما بين فك وتركيب الإطارات وإصلاح الكاوتشوك لجميع أنواع السيارات، وفي وقت الراحة برجع أخلص أمور بيتي الطبيعية من غسيل وطبخ وتنظيف».
وتابعت: «والحمد لله على كل حال، مفيش قرش بييجي بالساهل، لازم نشقى ونتعب عشان نحس بقيمتنا، مشكلتنا الحقيقة فعلا هي عدم امتلاكنا لشقة وساكنين بالإيجار، نفسنا فعلا في شقة من شقق الحكومة، لأننا غير قادرين على سداد إيجار تلك الشقة وقدمنا في كذا مكان وفشلنا في الحصول على أي شقة للأسف».
ويقول زوجها «محمد»: «زوجتي شاطرة في مهنتها وفي بيتها وواقفة جنبي، وأنا مبسوط بها، ونفسي فعلا أنها تتكرم، لأنها بـ100 راجل عرفتها وهي واقفة في ورشة والدها، واتزوجتها وما زالت تعمل في نفس الورشة، الشغل لا عيب ولا حرام ودي مهنة ووظيفة وكل الناس هنا تشهد بأنها أسطى بريمو، وجدعة».
