مع صباح كل يوم، تخرج ريم أبو المكارم من منزلها متوجهة لمراكز صيانة السيارات، ترتدي ملابس الميكانيكا «العفريتة» وتبدأ بالتمعن في كافة تفاصيل اعطال السيارات وتصليحها، تتعلم وتعمل بيديها الناعمتين اللتين تحفظان بأسرار المهنة بأذهانها وتأمل في نقلها للفتيات دون مقابل، ساعية إلى تعليم الفتيات طرق إصلاح أعطال السيارات.

«ريم» فتاة عشرينية جمعت بين دراسة هندسة السيارات وتعلم فنون الإعلام، لتقرر تحويل دراستها إلى محتوى مرئي ومسموع للفتيات.

ريم: كله بسبب استغلال السمكرية

تؤكد الفتاة العشرينية أن السبب خلف مبادرتها محاولتها مساعدة الفتيات في الإصلاحات دون الحاجة لخبير أو مختص: «للأسف فيه سمكرية بيستغلوا البنات وهي بتصلح العربية، وتبدأ تطلب فلوس كتير وده السبب إني أنقل دراستي وخبرتي ليهم ببلاش».

محتوى بسيط على قناتها عبر «يوتيوب»، لنقل خبرتها للفتيات من داخل مراكز الصيانة، بدأ منذ عام، قبل أن تنقل تلك المقاطع على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ليزداد عدد متابعيها: «سميته سواقة حريمي عشان أرد على تريقة أي حد على سواقة البنات، وبدأت من يوتيوب وبعدين فيسبوك وبدأ يكون ليا فعلا متابعين، عايزة أفهم الستات كل حاجة تخص العربية، عشان ميتقالش علينا تاني: أصل دي سواقة حريم».

واستطردت الفتاة خلال حديثها ل «هن»: «بعلم البنات لأنهم محتاجين الثقة إنهم يصلحوا أي أعطال بنفسهم، وعلى أي طريق».

بابا الداعم الأول.. وانتقادات الناس مبتخلصش

نجاح حلقاتها التعليمية لم يكن وليد موهبتها وشغفها بالأمر وحده، وإنما بفضل والدها الداعم الأول والأكبر لها: «تشجيع بابا سواء من معدات التصوير، أو الدعم المادي سبب إني ابدأ وأكمل»

لم تسلم «ريم» من الانتقادات الموجهة لها من البعض: «الناس بتخش تتريق عليا لو اتلخبطت في كلمة، ويسيبوا المحتوى كله، غير الكلام بتاع إنتي بنت، ومالك ومال العربيات، وبحاول أتغلب على ده بتعليم البنات عشان محدش يقلل منهم، وتبقى حاجة تستدعي الفخر أن سواقتنا، سواقة حريمي».

ونصحت «ريم» الفتيات اللاتي ترغبن في إطلاق مشروعات خاصة أن تضعن خطة جيدة بميزانية مناسبة، وخطة تسويق ودعاية ثابتة، من أجل الاستمرارية.