كتب: آية أشرف -
05:09 ص | الثلاثاء 23 مارس 2021
منذ أن بدأت تدرك الدنيا ومن حولها، وجدت أباها ميكانيكي سيارات داخل ورشته الصغيرة، هي رأس ماله، ورزقه الوحيد بالدنيا، يحاول التفاني فيها من أجل الاستمرار في العمل.
فعلى الرغم من إنجابه شقيقا لها، ظلت «سارة أحمد» 23 عاما، ابنة ميت غمر، هي الأقرب لوالدها، تشرب منه صنعته منذ صغرها، وتتطبع بطباعه، تراقبه في صمت فتعرف خبايا مهنته، وأسلوبه مع الزبائن، حتى سلكت طريقه.
«بقيت أنا كمان ميكانيكي».. بهذا الجملة تحدثت «سارة» عن نفسها، مؤكدة أنها بعد إتمام شهادة الدبلوم، تفرغت للعمل كميكانيكي سيارات منذ الصغر: «بدأت وأنا عمري 18 سنة، بابا كان شغال في الشغل بالطريقة القديمة، وللعربيات القديمة، لكن قررت أجدد وأستحدث، وخدت كورسات في كشف أعطال السيارات بالكمبيوتر كمان».
وتتابع «سارة» لـ«هن»: «أنا ليا أخ، بس أنا اللي ورثت المهنة، بيقولوا البنت حبيبة أبوها، وأنا أبويا كان ميكانيكي، وحبيت أطلع زيه وأساعده».
مساعدة سارة لوالدها لم تتوقف على المساعدة، بل افتتاح ورشة خاصة بها، تديرها بنفسها: «فتحت ورشتي بعد سنين مع أبويا، بقيت أسطى بجد، وعندي شغلي الخاص بيا».
على الرغم من تفوقها المهني، إلا أن الفتاة لم تسلم من التنمر: «كنت بسمع كلام صعب كله تنمر على نوعي وشغلي بس استمريت».
أما عن تعرضها للمضايقات والتحرش: «أنا حاطة قواعد، الزبون له كرسي ميقومش من عليه لحد ما أخلص شغلي، عشان أتجنب ده».
ربما ثمرة نجاح الفتاة الشابة، كُللت بالنجاح، بعدما كرمها مؤخرًا رئيس مجلس المدينة، ومن ثم المحافظ: «مكنتش مصدقة نفسي، لكن اللي كان فعلا ميتصدقش انهم دعوني بمؤتمر وقت الاحتفال بالمرأة المصرية، كان حاضره وزيرتا الصناعة والتضامن، حقيقي حسيت بكرم ربنا».
