أحبت سلمى الزرقا، الحياة بكل ما أوتيت من قوة، تحدت شبح الموت الذي واجهها مرات عديدة، متنكرًا في زيه الوحشي المخيف، أبت الاستسلام أمام مرض خبيث، ظل ينهش في جسدها سنوات طوال، فقدت ذراعها الأيسر في المعركة، لكنها رفضت وصفها بـ«فتاة معاقة»، استكملت مسيرتها بحصد نجاحات متتالية، بدأت بزواج ممن أحبته، وسط فرحة أنستها أوجاع المرض اللعين، وانتهت بالحصول على درجة الماجستير، لينهي السرطان رحلتها الصعبة، تاركا آلام الفراق والحزن تنخر في قلوب محبيها. 

6 سنوات من الصمود أمام السرطان

«أنا أرفض يتقال عليه معوقة أو معاقة، لأني مش شايفة نفسي كده، وعمري ما هكون كده.. السرطان مقدرش يهزمن، ولا فقد ذراعي هيهزمني، أنتم ممكن تكونوا فاكرين إن حياتي بتنهار، بس صدقوني الكلام ده مش صحيح، دي مجرد البداية»، كلمات جمعت بين القوة والشجاعة النادرة، عبرت من خلالها سلمى الزرقا، عن صمودها أما المرض، بعدما تعرضت لبتر ذراعها الأيسر، إثر إصابتها بسرطان العظام، قبل قرابة 6 أعوام. 

فرحة العمر تقهر المرض

بالفعل صدقت «سلمى» فيما كتبته، فلم تقف حياتها عاجزة بعد بتر ذراعها، بل واصلت مسيرتها بحب وفرحة، اكتملت بزواجها في يناير 2020، داخل أحد فنادق محافظة الإسكندرية، حيث كانت تعيش.

تزوجت محاربة السرطان من حبيبها إسلام عرفات، وكعادتها المرحة، شاركت محبيها عبر خاصية القصص المصورة لحسابها على تطبيق «إنستجرام»، صور ومقاطع فيديو من فرحها، لتظل الذكرى الخالدة لحبيبها بعد رحيلها اليوم.

لقطات كثيرة رغبت الراحلة «سلمى» في توثيقها، فهي العروس التي خضعت لجلسة تصوير خلال استعداداتها للزفاف، وأيضًا برفقة أصدقائها، وداخل الزفاف، لم يمنعها بتر ذراعها الأيسر واستبداله بآخر صناعي، من الرقص على أغاني الأفراح.

وواصلت محاربة السرطان اللعين فرحتها بزفافها، لتدون كلماتها عبر تطبيق «إنستجرام»: «آمن بجمال أحلامك»، وبكلمات أخرى: «في مثل هذا اليوم تحقق حلم».

وفاة أشهر محاربات السرطان

لكن للقدر كلمته، فبعد روح قوية ومبهجة، تحدت بها سلمى الزرقا، مرض سرطان العظام، لفظت فجر اليوم، أنفاسها الأخيرة، بعدما سجلت آخر أمنياتها عبر حسابها على «فيسبوك»، من خلال منشور طلبت خلاله من متابعيها الدعاء لها: «ادعولي أرجوكم، صلوا من أجلي، أنا في حالة حرجة للغاية».