كتب: روان مسعد -
12:01 م | الخميس 18 نوفمبر 2021
الكذب من العادت السيئة، التي إذا انتقلت من مرحلة الطفولة إلى فترة المراهقة، يتفنن الأبناء في أساليبه، ويصبحون أكثر احترافا بحكم سنوات الممارسة، إذ ينصح باستئصال تلك الصفة فيهم، قبل أن تخشن أظافرهم، وغرس قيم الصدق مكانها، لبناء شخصية تتحلى بالشفافية وتعلي الحقيقة فوق محاولات المراوغة والتزييف، مهما كانت النتائج، فإذا كنت تريد مراهقا لا يكذب ولا يخدع، ولا يتسلل من وراء ظهرك للحصول على ما يريد، إليك بعض النصائح الخاصة، التي نشرتها الدكتورة ماجد الينا باتلز، طبيبة النفسية ومصصحة سلوك أطفال معتمدة أمريكية، عبر موقعها الرسمي.
يكذب الأطفال لأسباب متنوعة، تختلف عن بعضها بحسب ظروف التنشئة والأجواء المحيطة، فالقصة لديهم قد تبدأ بالخيال، وتستمر لأسباب سلوكية ومرضية، ومنها:
- يكذب أغلب الصغار، لأنهم يخافون من أن يحاسبوا على أفعالهم.
- هناك أطفال يمارسون الكذب، لأنه يعطيهم إحساسا بالإثارة، عندما يدفعون الآخرين، إلى تصديق أشياء غير صحيحة.
- الإحراج قد يكون سببا رئيسا، يدفع الأطفال إلى عادة الكذب.
- يكذب الأطفال لإقناع الآخرين بوجهة نظرهم.
- الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لديهم سلوكيات اندفاعية، لذلك، يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للكذب.
إحدى أكثر الطرق فعالية لتعليم الأطفال عدم الكذب، هي أن تكون قدوة جيدة، إذ سيقوم الأطفال بتقليد سلوك الوالدين، إذا رأوا أنك تكذب بانتظام، فسوف يكبرون باعتقاد أن هذا السلوك مسموح به.
يحتاج الأطفال إلى معرفة الفرق بين الصدق السيئ غير الضروري، وقول الحقيقة، لذا علمه أنه المعلومات إذا كانت ستجرح مشاعر شخص ما، ولم تكن ضرورية، فمن المحتمل ألا تكون هناك حاجة لقولها، وإذا لم يستوعب طفلك هذا المفهوم تمامًا، اسأله عما يجب أن يفعله في موقف كالتالي: «إذا أعطتك جدتك هدية لا تعجبك، فهل يجب أن تخبرها أنها أسوأ هدية على الإطلاق؟ ما الذي تعتقد أنه يمكنك قوله حتى لا تكذب؟.. ربما ببساطة تقول شكرًا على الهدية، ولا تكذب بأنها جميلة، ولا تجرح مشاعرها بأنها سيئة».
يجب أن يكون لديك عواقب للكذب المتعمد، خاصة عندما يتعلق الأمر بقول الحقيقة عن الأشياء التي تضعهم في مشكلة، دعهم يعرفون أن هناك عواقب مخففة، إذا قالوا الحقيقة، بمعنى أنه إذا كذب سيعاقب على الفعل، وسيعاقب على الكذب بشأنه، لكنه إذا قال الحقيقة، سيعاقب على الفعل فقط، وليس الكذب، ومن المؤكد أن الأطفال سيكونون أكثر ميلًا لقول الحقيقة، إذا علموا أن الكذب سيجعل الوضع أسوأ بالنسبة لهم، على المدى الطويل.
الكذب عادة، لذا ساعد طفلك على ممارسة قول الحقيقة والصدق، من خلال توفير لهم طرقًا ومخارج لقول الحقيقة، لأن هذا يساعد في بناء شخصية جيدة على المدى الطويل، فإذا قام طفلك بالكذب، فلا تتظاهر وكأنك لا تعرف، ثم اظهر له الدليل على كونه كاذبًا، لأنهم قد يظنون أنه يمكنهم تجنب المشكلات، إذا اعتقدوا أن بإمكانهم الكذب والإفلات من العقاب، وتأكد تماما بأن قول ذلك بنبرة لطيفة وليس بنبرة عقابية، يمكن أن يساعد في حثهم على قول الحقيقة.
هناك طريقة أخرى مهمة لتعليم أطفالك عدم الكذب، وهي عدم وصفهم بأنهم كاذبون، إذا أخبرت شخصًا أنه شيء ما، فهذا ما سيصبح حقيقة في النهاية، فإذا أخبر أحد الوالدين طفله، بأنه كاذب، وتم لصق هذه التسمية أو تمييزها عليه، فسوف يأخذها على محمل الجد، ولن يؤثر ذلك على احترامهم لذاتهم فحسب، بل أيضا الاعتقاد بأنهم سيئون.
إذا وصفت طفلك بأنه كاذب، فابدأ في العمل على عكس هذه الوصمة في أذهانهم، ابحث عن الحالات التي يكون فيها صادقا، أخبره بأنه طفل جيد وصادق، افعل ذلك مرارًا وتكرارًا، لتعزيز سلوكياتهم الإيجابية في قول الحقيقة.
الكل يرتكب أخطاء في الحياة، فلا يوجد شخص كامل، فقط نحتاج أن نجعل أطفالنا يعرفون أننا لا نتوقع منهم الكمال، بل نريدهم أن يكونوا صادقين عندما يرتكبون أخطاء في الحياة، حتى نتمكن من مساعدتهم.
في بعض الأحيان، يكون لدى الأطفال ردود فعل متهورة، وسوف يكذبون قبل التفكير، في هذه المواقف، يمكنك العودة إلى المحادثة في غضون 10 دقائق، والسماح لهم بقول الحقيقة، وذكرهم بأن الحقيقة تقلل من العواقب.
