كتب: حنين وليد -
12:48 م | الخميس 18 نوفمبر 2021
وسط جدل كبير، شهدته الساحة الرياضة النسائية، خلال الأيام السابقة، بعد فوز المنتخب الإيراني، على نظيره الأردني، بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، في مبارة الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم، إذ تقدم الاتحاد الأردني بشكوى رسمية للاتحاد الآسيوي، شكك خلالها في جنس زهرة كوادي، حارسة مرمى الفريق المنافس.
أثارت الشكوى غضب الفريق الإيراني بالكامل، إذ عبرت مدربته مريم إيراندوست، استيائها من الشكوى، واصفة إياها بأنها «طبيعية» بعد الهزيمة الكبيرة، متهمة الاتحاد الأردني، بالبحث عن «كذبة أو خداع لتبرير موقفهم»، مشيرة إلى أنهن قبل أي مبارة أو مسابقة، يجرين العديد من الفحوصات الطبية اللازمة، لتجنب مثل تلك المواقف.
وتعرضت حارسة مرمى إيران زهرة كودايي لموجة من التنمر والسخرية، بعد مطلب الاتحاد الأردني لكرة القدم بالكشف عن جنسها، قبل أن يعلن الاتحاد الآسيوية برائتها، مؤكدا خضوعها للفوحصات اللازمة التي أثبتت أنها أنثى، وعبرت «زهرة» عن غضبها على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة من الاتحاد الأردني، بتعويضها ماديا لما سببوه لها من ضرر نفسي.
اتضح من خلال فحوصات الاتحاد الآسيوي، أن حارسة المرمى البالغة من العمر 32 عاما، تعاني من إصابة بـ«متلازمة كوشينج» أو «أكروميجالي»، التي تسببت في ظهورها بصفات ذكورية طغت على جنسها الأنثوي.
يقول الدكتور ثروت عبد المعطي، استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء لـ«الوطن»، إن هناك طفرات جينية في الهرمونات تحدث لمعظم الناس، من بينها ظهور ضخامة بالأطراف، نتيجة الاضطرابات الهرمونية، التى تنشأ عندما تنتج الغدة النخامية هرمونات النمو، أثناء مرحلة البلوغ بصورة أكبر من المعتاد.
يؤكد عبد المعطي، أن التشخيص المبكر في هذه الحالة مهم، خاصة أن تضخم الأطراف قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إذا لم يعالج، من ضمنها زيادة حجم العظام، التعرق المفرط، وضعف البصر، بل يصاب المريض أحيانا بالعمى، موضحا أن سبب ذلك إفراز عددا كبيرا من هرمون النمو في الغدة النخامية، التى لا يتعدى حجمها «حبة بازلاء»، وحينها يتأثر هرمون النمو في الدم، فيضطر الكبد إلى إنتاج هرمون بديل يشبه «الأنسولين»، الذي يتسبب في نمو العضلات والعظام في الجسم.
يشير استشاري أمراض الباطنة والغدد، إلى أن علاج مرضى «أكروميجالى» يختلف من شخص لآخر على حسب مكان الورم وحجمه وشدة الأعراض والعمر والحالة العامة لصحة المريض، وقد تحتاج بعض الحالات بجانب العلاج الدوائي، إلى اللجوء للجراحة، للمساعدة على خفض مستويات «GH وIGF-1»، وإعادة مستويات الهرمونات لمعدلها الطبيعي.