رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«إخلاص» سودانية ترسم الحنة للفتيات بشوارع القاهرة: الرسمة بـ5 جنيه والعروسة بـ200

كتب: هبة سعيد -

07:56 م | الخميس 11 نوفمبر 2021

اخلاص سيدة سودانية ترسم الحنة للفتيات

بوجه بشوش، وملامح يبدو عليها سنين الشقاء، تجلس السيدة السودانية وسط ضجيج الشوارع، تفترش الأرض، إذ تضع أمامها ما تمتلكه من بضائع منها ورودًا أعدتها بنفسها، وحنة تمتلكها بيدها لتعرضها على المارة بابتسامة رضا، أملًا منها أن تدعمها الفتيات، وأن تبيع بضائعها من أجل طلب الرزق، لتوفر لابنها منزلًا يعيش به وتعلمه مثلما باتت تحلم بعد وفاة زوجها.

إخلاص محمد، صاحبة الـ40 عامًا، سودانية الجنسية مقيمة بالقاهرة بمنطقة البحوث، توفى زوجها منذ 3 أعوام وتركها مع طفليهما «محمد» وهو لم يتجاوز العامين، بدأت أعباء الحياة تتراكم على المرأة السودانية، ولكنها لم تلق اللوم على القدر الذي وضعها في تلك المحنة، ولم تستسلم لظروفها إذ تقرر أن تترك مسقط رأسها وتذهب إلى مصر منذ شهور للعمل في الدباغة السودانية، لتعتمدها مصدر دخل لها لتعلم ابنها، وتوفر له حياة مستقرة مثل من في سنه.

ليلة تلو الأخرى والسيدة السودانية دون ملجأ

عندما أتت إخلاص بنجلها إلى مصر، لم يكن لها مأوى تقيم به، قضت ليالي تتجول بالشوارع حاملة طفلها إذ تعثر على ناس من ذوي جنسيتها يأخذونها لتقيم معهم في حي البحوث، لتبدأ رحلتها في عمل الحنة، وأمام مترو البحوث تجلس السيدة بالزي السوداني مفترشة الأرض بعدد من الورود وكراستها التي دونت بها مجموعة من رسوماتها بالحنة، تنتظر من يهوى الرسم من زبائنها، إذ تقول «إخلاص» خلال حديثها لـ«هن»: «أنا بجيب الحنة من السوق، وبقوم بتصنيعها والزبون يختار الرسمة اللي يحبها وأنفذها»، وترسمها بسعر زهيد، بالنسبة للنقش العادي للزبائن جميع الرسومات بـ5 جنيهات، والعروس بـ200».

مصر بلد مضيافة لكل من يرغب اللقمة الحلال

رحلة كفاح السيدة من أجل طفلها التي لا تطمح سوى بتوفير منزل له ليعيش مثل ذويه من الأطفال يضحك ويلهو ولا يكبر على أعباء الحياة، تقول: «أنا بشقى علشان أعلم ابني، وأوفر سكن، ولما يكبر هو هيسندني».. وهذا ما تتمناه السيدة المصرية، مضيفًة أنها أحيانًا لا تجلب أجر اليوم، ولكنها دومًا تجد المساعدة والدعم من الشعب المصري، واختتمت حديثها قائلة: «عمري ما حسيت إني غريبة في مصر دائما أحس إنها بلدنا الثاني»، وأنها فتحت أبوابها للعمل على أرضها، فهي بلد مضيافة لكل من يأتي لكسب رزق حلال.