رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ15 جنيه «هايدي» ترسم الحنة للأجانب في الحسين: صنعة وأكل عيش

كتب: هبة سعيد -

07:46 م | السبت 06 نوفمبر 2021

هايدي ترسم الحنة للأجانب في الحسين

كان الرسم موهبتها الوحيدة في طفولتها، فقد عشقته منذ طفولتها، لكن إبداعها ظل مخفيا لسنوات، ربما لأنها لم تكمل تعليمها، أو لم تجد من يوجهها لترى أعمالها النور، حتى أنها كانت تلقي بلوحاتها الفنية فور الانتهاء منها، فليس لها معجبين حتى تعرضها عليها، لكن بعد بلوغها العشرين من عمرها، جاء الوقت أخيرا لتستفيد من هذه موهبة العمر، بل وتعتمد عليها في «أكل العيش».

فتاة من قصر الشوق تحلم بالفستان الأبيض

عاشت هايدي محمد صلاح، التي تبلغ من العمر 23 عاما، في حي الجمالية القديم بالقاهرة، وتحديدا في منطقة «قصر الشوق» التاريخية، ولم تحظَ بالتعليم المناسب، ليكون كل همها مثل نظيراتها من الفتيات، أن تتزوج، وبالفعل، وعندما كان عمرها 21 عاما، تقدم لها أحد الشباب، يعمل في أحد مصانع صبغ الخيوط، لتوافق الفتاة عليه، بعد أن وجدت فيه «فارس الأحلام»، لكن بعد شهور قليلة من الزواج، لم يكن دخل زوجها يكفي أعباء المعيشة، وبدت الحياة تضيق عليهما، لكنها لم تستسلم لظروفهما، أو تلقِ باللوم على زوجها لعدم قدرته في الوفاء بطلبات المنزل، لتقرر مساعدته بكل حب وشغف.

ماذا أعمل؟

نظرت هايدي، إلى نفسها، فلم تجد أي شيء تملكه، يمكنها من مساعدة زوجها، فليس لديها شهادة دراسية، لتعمل بها في أحد الوظائف، كما تنقصها الخبرة الكافية للعمل في أي مهنة شريفة، لتفكر في استثمار موهبتها القديمة، وهي الرسم، ولكن ماذا تفعل بهذا الفن الذي أصبح مقتصرا على طبقة المرفهين، ولا يدر دخلا على صاحبه بقدر ما يتخذ منه هواية يخرج فيها طاقته؟

كان لنشأة الفتاة في حي الجمالية، القريب جدا من منطقة الحسين السياحية، الأثر الكبير في توجهها، فقد كانت خلال طفولتها وبداية شبابها ترى العديد من راسمات الحنة، اللاتي يتجولن في منطقة خان الخليلي، ليرسمن بالحنة على أيدي الفتيات والشباب، ومن هنا جاءتها الفكرة في أن تستغل موهبتها في الرسم بالحنة، ومن هنا كانت البداية.

«أرسملك بالحنة»

وبوجه طفولي بشوش لا تغيب عنه الابتسامة، وبأسلوب طريف لا يخلو من المرح، بدأت «هايدي» في التجول بمنطقة الحسين، عارضة الرسم بالحنة على المارة والجالسين على المقاهي، بأسعار رخيصة للغاية، لا تتجاوز الـ15 جنيها، لتجد أن كثيرين أُعجبوا بفنها ورسوماتها، ومنهم أجانب أيضا، حيث تقوم في البداية بعرض رسوماتها شفهيًا، بما يناسب الشخص الذي تحدثه، وعند الموافقة، تبدأ الرسم بطريقة بسيطة، بواسطة قرطاسها، و«لو حد طلب رسم معينة بتخيلها وأرسمهاله، أو يوريني شكل رسومات وبعملها» بحسب حديثها لـ«هن».

سعادة رغم التعب 

رحلة هايدي مع الرسم بالحنة، لا تخلو من السعادة رغم تحملها الوقوف والسير لساعات طويلة بحثا عن الزبائن، «أكتر حاجة بتبسطني فرحة السياح بشكل الحنة على إيديهم، وإعجابهم بالرسومات»، كما أنها تعتبر أن عملها هذا مساعدة لزوجها الذي تحبه وتحترمه، «أنا بنزل الشارع علشان نعيش».

بارسم عشان نعيش

في المقابل، هناك صعوبات تواجهها الفتاة الطموحة، فزوجها الذي يدعمها، لا يحب نزولها وتجولها، لما قد تصادفه من مضايقات بالشارع، «نفسي في مكان أقعد فيه وأعرض فني وأطوره.. أنا مش برسم بالحنة بس، أنا ممكن أرسم أي حاجة أشوفها».

حياة هايدي البسيطة، لم تتلخص في العمل والزوج فقط، بل أصبحت تعلم أصدقائها فن الرسم بالحنة، بعد أن وجدت منهن رغبة في ذلك، «أنا بحب شغلي جدا وواثقة ربنا هيرزقني، رغم إن في ناس بتقولي إيه اللي بتعمليه ده، بس محدش عارف ظروفنا إيه»، مختتمة حديثها لـ«هن» بأنها تحلم بعيش حياة مستقرة مع زوجها، حتى يستطيعا أخذ خطوة الإنجاب.