رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«زينب» سبعينية طرقت أبواب القاهرة بحثا عن الرزق: عندي سرطان ومش قادرة على علاجه

كتب: أحمد مباشر -

04:00 م | الأحد 07 نوفمبر 2021

الأم زينب

تجاوزت الـ70 من عمرها، تُظهر ملامحها كل ما مرت به من شقاء لتنفق على بناتها الأربعة، تذهب كل يوم للعمل في إحدى المستشفيات، على الرغم من معانتها مع المرض الذي تحاربه بالدعاء، تتغلب على كل هذه الآلام وتتحدث عن معاناتها بحالة من الرضا بقضاء الله، تردد دوما « الحمد لله.. أحنا أفضل من غيرنا».

«زينب أحمد» سيدة من صعيد مصر، توفي زوجها وترك لها أربع فتيات دون عائل أو مصدر رزق، حاولت أن تعمل في بلدتها الصغيرة داخل محافظة سوهاج، ولكنها لم تجد فرصة إلا في الأعمال الشاقة والزراعة، بدأت الأمور تزداد سوءا وضيقا ولم يكن أمامها بابا لكسب المال، الأمر الذي جعلها تترك الصعيد وتتجه إلى القاهرة على أمل أن تجد فرصة عمل تناسبها.

أول أيام زينب في القاهرة.. منذ 13 عاما

في عام 2008 انتقلت «زينب» من سوهاج إلى القاهرة، لتجد نفسها في غربة لم تكن في الحسبان على حد قولها «جينا بلد غريبة مفيش لنا فيها حد»، واستمرت في الشارع بمنطقة وسط القاهرة بضعة أيام، حتى تطوع أحد رجال الخير ووفر لها غرفة صغيرة لتسكنها هي وبناتها، وأيضا تولى مساعدتها في العمل بإحدى شركات النظافة الخاصة، والتي كانت توزعها للعمل في الشركات والمستشفيات.

تمكنت هذه السيدة السبعينية من عملها البسيط تربية بناتها، وتكفلت بكل ما تحتاجه البنات حتى زوجت  ثلاثة منهن، وتمكنت من تعليم أصغر بناتها حتي المرحلة الجامعية، وبعد سنوات من التعب خلال رحلتها، اكتشف أنها مصابة بمرض السرطان في المخ منذ فترة، وبدأ ظهور ورم أسفل الرأس وكلما مر عليه الوقت يزيد حجمه، وما زاد الأمور صعوبة ونظرًا لمعرفتها بتكاليف العلاج الكبيرة، لم تسع للحصول على العلاج واختارت أن تستمر في العمل حتى تتمكن من توفير احتياجات ابنتها الصغيرة التي مازالت طالبة في الجامعة.

البحث عن العلاج.. مش قادرة على المرض

المرض الخبيث نال منها، ولم تعد تقوى على الحمل بمفردها، تريد العلاج ولا تستطيع إليه سبيلا، تبحث عمن يقدم لها يد العون لينقذها من الورم الذي بدأ يزيد بشكل كبير وتزداد معه الآلام كل يوم لدرجة أصبحت عاجزة على تحملها، تأمل في أن تحصل على معاش يكفل لها حياة كريمة، يساعدها هي ونجلتها، لأنها أصبحت لا تتحمل آلام المرض ولا تستطيع الصبر على عناء العمل، «محتاجة أرتاح يومين واطمن على بنتي الصغيرة».