رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

حكاية «الآنسة ياسمينة» مع ابنتها «غالية».. استعادت الروح بكفالتها وبكت عند سماع كلمة ماما

كتب: غادة شعبان -

10:47 ص | الإثنين 08 نوفمبر 2021

ياسمينة الحبال وابنتها غالية

ضمتها إلى صدرها، منذ أن رأتها للمرة الأولى، وقعت في غرامها، لتكن الملجأ الذي يعوضها مرارة الأيام، ويملأ أرجاء منزلها الحزين بالبهجة والسعادة، ويحول أجوائه الساكنة الرتيبة، إلى عالم منتعش بالنشاط والحيوية، قبل عام ونصف، يوم قررت ياسمينة الحبال، التكفل بالطفلة «غالية» من داخل إحدى دور الأيتام ورعاية الأطفال.

حياة الآنسة ياسمينة وابنتها غالية

18 شهرا تقريبا، تغيرت خلالهم حياة الأنسة الأربعينية ياسمينة الحبال، منذ تكفلها بالطفلة «غالية»، ووضعها في منزلة ابنتها التي لم ترزق بها، إذ نقلتها للعيش معها في شقتها بحي الدقي في محافظة الجيزة، لتصبح محور الكون بالنسبة لها، وتعيش معها مشاعر الأمومة ومراحل عاطفية غريزية، كادت تحرم منها.

«البيت بقاله حس وروح، كل حاجة فيه بقت بتلف حوالين غالية واحتياجاتها، بشكل يفرح، وسمعت منها كلمة ماما»، سعادة بالغة تعيشها ياسمينة، وكأنها تتنفس هواء جديد يفوح بعطر «غالية»، فرغم بلوغها عامها الأربعين، وعدم زواجها، وإنجابها من جوف رحمها، إلا إنها تعيش مشاعر أمومة مختلفة، فتجدها تبكي كالطفل الصغير، حينما تمرض ابنتها وتبتسم تلقائيا برؤية صغيرتها.

يوميات «الآنسة مامي» مع طفلتها الشقية

تخرج «الآنسة مامي» لعملها كل صباح، وتذهب ابنتها «غالية» إلى الحضانة، لتعيش في محيط آخر خارج منزل الأم: «من ساعة ما دخلت الحضانة، بقت بتحب الكتب، وابتدينا نحكي حكايات قبل النوم، وعملت أكونت ليها على فيسبوك، نحكي فيه ذكرياتنا وحياتنا، ونوثقها عليه، وبقى عندها متابعين كتير».

كانت ياسمينة الحبال، تنتظر قدوم طفلتها حتى تشاركها أدق التفاصيل في حياتها، وتتقاسم معها أرجاء منزلها: «كانت بتنام في حضني وهي صغيرة، ودلوقتي بقى ليها سرير لوحدها من بداية الصيف».

دبت الروح في حياة أسرة «ياسمينة» بوجود «غالية»، الجميع يتسارع لاختلاس ساعات من الوقت إلى جوارها: «العيلة كلها بيموتوا فيها، جدو بيسأل عليها وبيخاف عليها وبيلاعبها، ما هي آخر العنقود، وكل أصحابي بييجوا علشان يلعبوا معاها مخصوص».

كواليس كفالة «غالية»

تحدثت الأم الأربعينية، عن كواليس كفالتها لـ«غالية»، قائلة: «روحت وزارة التضامن سألت وعرفت الأوراق المطلوبة، وبالفعل حضرتها، وفضلت ما يقرب من أسبوعين حتى تم الاتصال بي لتحديد ميعاد المقابلة، التقديم عبر الإنترنت من خلال ملء استمارة، مرفق بها الاسم والعنوان ونوع الطفل المطلوب وأسباب كفالته، ورقم الهاتف والبطاقة، أخذت خطاب المشاهدة الذي يتيح لي الذهاب لدار الأيتام لـ كفالة وتبني طفل، واتصلت بأكثر من دار حتى توصلت لدار في السويس، ولما روحت الدار وقعت في غرام غالية».

«سميتها غالية وهي غالية»، عبارة اختتمت بها «ياسمينة» حكاية تسميتها لابنتها: «اسمها في شهادة ميلادها مريم، وروحت غيرته لغالية، كل صحابي وأسرتي كانوا فرحانين، أختي كانت فرحانة بس قلقانة، وبتقولي هتواجهي المجتمع وتصرفي عليها إزاي، ودلوقتي مابسيبهاش لحظة تغيب عن عيني، وملت عليا حياتي، وكانت العوض ليا».