«بتعيط ليه؟ مفيش راجل بيعيط.. اللي يضربك اضربه» عبارات تكررها بعض الأمهات على أبنائهم باعتبارها وسيلة دفاعية للحفاظ على أولادهن من المواقف القاسية التي يمكن أن يقعوا بها، ومن المحتمل أنها طريقة صحيحة ولا تخلق من الأطفال شخصا عدوانيا ولكن تساعده في تكوين شخصية سليمة، وقد تكون خاطئة وهذا ما تناقشه «هن» في التقرير التالي.

«أنا مش بحب حد يمد إيده على ابني، ولازم أخليه يضرب اللي ضربه علشان ميطلعش شخصيته ضعيفة» هذا ما قالته «ريهام» إحدى الأمهات، لـ«هن»، حيث إنها تخاف على ابنها من أن يمسه ضرر من أحد مثل كل الأمهات، وتتبع أسلوب «اضربه زي ما ضربك» رهبة من أن تضعف شخصية ابنها لعدم استرداده حقه.

وتروي ميرفت إحدى الأمهات، لـ«هن» قائلة: «الولاد دايمًا معرضين إن يضربوا بعض السن ده، إحنا مش صح نتدخل بينهم ونضرب، بس ممكن نعلمهم الصح من الغلط، ونربيهم على عدم مد الإيد خالص»، فمعاناة الأمهات من شكوى أبنائهن تتوالى ولكن ليس جميعهن يتصرفن التصرف الصائب، فبعضهن تقوم مسرعة لضرب الطفل الذي تعرض لابنها، وأخرى تذهب مع طفلها ليضربه، وقليلات من تقول له «معلش، قول للميس».

اضرب اللي يضربك.. أسلوب تربوي للدفاع عن النفس

ومن هذا الصدد أوضح محمد الدعوشي، اختصاصي نفسي إكلينيكي، أن مقولة «اضرب اللي يضربك» لا تحمل المعنى الخطأ في كل الأحوال، فهي تؤخذ على محمل الموقف فقط، بأنها دفاع عن النفس ولكن ليس الغرض الهجوم على أحد أو ضرب أحد بدون وجه أذى، لأن في وقتنا الحالي أصبح الطفل معرضًا للإيذاء بشكل كبير، لذلك يلزم تربية الطفل على الدفاع عن نفسه، وحتى لا تضعف شخصيته، كما نوه بضرورة تحلي الطفل بشخصية قوية قائلًا: «مينفعش حد يهينه، لأنه هيأثر على مستواه التعليمي وعلى نفسيته».

وأشار «الدعوشي» إلى ضرورة توعية الأبناء بعدم التعامل باليد مع غيرهم إلا في حالة تعرضهم للضرب يمكن استخدام أسلوب التحذير: «قوليله امسك إيد اللي يضربك وابعده عنك قوله متمدش إيدك عليا»، وفي حين عدم استجابة الطرف الآخر وتكرار الضرب يسمح له بالدفاع عن نفسه، كما شدد على الأمهات بإرشاد أبنائهم على عدم تعرضهم لزملائهم بالضرب نهائيًا.

أما بالنسبة لبكاء الطفل نصح الأمهات بالتوقف عن تداول عبارة «مفيش راجل بيعيط»، لأن جميعنا بشر ومعرضين لمواقف تجعلنا بحاجة للبكاء، ولكن المهم أن يظل ذلك لفترة قصيرة ثم يواصل حياته، ناصحًا خلال حديثه: «سيبيه ياخد وقته في الحزن وينسى اللي زعله بعدها».