كتب: هبة سعيد -
11:44 ص | الأربعاء 13 أكتوبر 2021
«جربتي تلبسي حجاب عليه شخابيط عيالك؟»، سؤال يبدو غريبا، وبالطبع الإجابة البديهية عليه ستكون «لا»، لكن تجربة «مها» مع أطفالها كسرت كل القواعد المألوفة في التعامل مع أزمة كل أم، فلا هي نهرتهم ولا ألقت بأغطية رأسها بين غيابة «الطُرح المهملة»، بل تباهت برسومات أولادها، وشجعتهم على الاستمرار، لتسير ولوحات بناتها ترافق حجابها في كل لحظة، كما تحب أن تراها دائمًا.
تخرجت مها مدحت، صاحبة الـ34 عامًا، في كلية الفنون التطبيقية، وتقيم في القاهرة، برفقة بناتها الثلاث: ليان، وكارما، ولارا، اللائي تتراوح أعمارهن بين 4 و8 سنوات، ورث أطفالها منها عشقها الكبير للفن، ولاحظت إبراز مهارتهن على الورق، وبدأت تتبع تلك الرسومات وتجمعها دون علمهن: «بحب أحتفظ بكل حاجة لبناتي، حتى لو شخبطة على ورق، بحس بانبساط وفخر»، بحسب حديثها لـ«هن».
بين تارة وأخرى تعاود «مها» النظر إلى رسومات أطفالها، التي احتفظت بها، حتى أصبحت بحاجة إلى رؤيتها بشكل مستمر، لتقرر طباعة تلك الرسومات على طرحها لترتديها، وبدأت تتفاجأ بتعليقات كل من يراها: «حلوة أوى الطرحة ديه.. جيباها منين؟»، لينتابها الفخر لما فعلته، وما أحرزه لها بناتها.
لم تكن أم البنات، تسعى من وراء طباعة الرسومات إلى حصد الإعجابات، لكن ردود الفعل جعلتها تتعامل مع الفكرة من منظور مختلف: «مكنتش متخيلة أن فكرتي هتعجب الناس، كنت بعمل حاجه ليا، وعلشان افرح ولادي»، لكن انجذاب المحطين بها للطرح، أسعدها بشكل كبير، وبدأت تفكر فى تشجيع الأمهات على تحفيز أطفالهن بنفس المنطق: «بدأت أجمع رسومات ولاد صحابي، وطبعتها على طرح، وولادهم بقوا مبسوطين جدا».
تحول تفكير «مها» من تشجيع أولادها، وإرضاء نفسها إلى الرغبة في توصيل فكرتها لأكبر عدد من الأمهات، إذ تقوم بنشر صورها أثناء ارتاء الطرح المطبوعة التي صممتها برسومات بناتها، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، معلقة: «طرحى بذوق ولادي، طبعت رسوماتهم على الطرح، وفرق في نفسيتهم جدا، يا ريت كل الأمهات تعمل كده»، لتحصد إعجاب وتشجيع كبير من الناس: «لما شوفت رد فعل الناس اتفاجئت، وفكرت أعمل براند طرح برسومات أطفالنا بس».
تقول ليان ابنة مها: «كنت بشوف ماما بتاخد رسوماتي أنا وأخواتى، وتحطها في ملف وتعينه، بس لما شوفنا اللي عملته اتبسطنا جدًا»، وانعكس الفكرة بطريقة إيجابية كبيرة على الابنة الصغرى لارا: «أنا مش هبطل أرسم، علشان ماما خلتني أحب الرسم أكتر».