رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«قتلوا أختي قدام عنيا».. «ياسمين» السيناوية قهرت ذكريات الإرهاب السوداء وسطرت «قصة نجاح»

كتب: سمر صالح -

11:45 ص | الأربعاء 06 أكتوبر 2021

ياسمين سليم- ابنة قرية الروضة

ملامح أصيلة، وابتسامة يشوبها حزن عميق، تقاوم وجعا يفوق سنها، تعجز الكلمات عن وصفه غير مكترثة بآلامه التي تباغتها في جوف الليل وبكرة الصباح، تثاقلت خطواتها وتلاحقت كلماتها على خشبة المسرح حين التفتت الأنظار حولها وأنصت رئيس الجمهورية إلى عباراتها الموجعة، بدأت في سرد ملامح يوم بات كابوسًا يطاردها في منامها لا تسئم من حكيه على مسامع من حولها، ولم ينل من عزيمتها ولم تفتر معه قوة حبها لبلدها تحب الحياة ما استطاعت إليها سبيلًا.

الإرهاب قتل أختها أمام عينيها

على مرأى ومسمع من الحضور في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسحلة في احتفالات نصر أكتوبر المجيدة، انطلقت الفتاة السيناوية «ياسمين سليم» ابنة قرية الروضة بمحافظة شمال سيناء في سرد ملامح تجربتها مع الإرهاب الغاشم الذي حرمها من أختها أمام عينها في وضح النهار أثناء عودتهما من المدرسة «في يوم كنت راجعة من المدرسة أنا وأختي رانيا الرصاصة جت في دماغ رانيا أختي جالها نزيف في المخ والجمجمة قلبي اتوجع إن أختي تموت قدام عنيا أيام وشهور صورتها مش بتروح من بالي».

كتب مدرسة الطفلة البريئة تلطخت بلون الدماء، لاتزال«ياسمين» محتفظة بها في خزانتها الخاصة«محتفظة بالكتب عشان أوريها لولادي وأعرفهم بشاعة الإرهاب الغاشم»، بحسب تعبيرها في كلمتها التي أبكت بها الحضور وتأثر بها رئيس الجمهورية.

حادث مسجد الروضة عام 2017

أيام وشهور مضت حتى اهتزت قرية الروضة من جديد في حادث استهداف مسجد الروضة الذي وقع في نوفمبر 2017، استفاقت المراهقة «ياسمين» على صوت الرصاص أعادها إلى نقطة الصفر من جديد حين ماتت أختها أمام عينيها«غمضت عيني ووقعت على الأرض من الخوف»، وبعد أن سكنت مدافع الإرهاب الأعمي طافت قريتها الثكلى بحثًا عن الناجين من أهلها، كلما طرقت باب بيت وجدت أهله أموات، جيران وأصدقاء وأقارب، فقدت القرية رجالها وشبابها في غضون دقائق.

مر عام كامل على الفاجعة، وخلاله لم تستسلم «ياسمين» للحزن على فراق أختها ورجال وشباب قريتها، بل تحدث الوجع ونجحت في دراستها «في السنة التانية قررت أنجح أهلي بالعلم»، حصلت على المركز الأول شعبة علمي علوم بمدرسة الروضة الثانوية والتحقت بكلية الصيدلة، وشقيتها الثانية «بثينة» سارت على خطاها وحصلت على المركز الأول علمي رياضة بالمدرسة نفسها والتحقت بكلية الهندسة.

التحقت بكلية الصيدلة وشقيقتها التحقت بكلية الهندسة

«أختي هتبقى مهندسة وأنا هبقى دكتورة وهنعمر سينا بإيدينا» استكملت الفتاة البدوية رواية قصتها التي أبكت الجميع على الهواء في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة. ووجهت التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كرم والدتها باختيارها الأم المثالية عام 2021 على مستوى محافظة شمال سيناء، المحافظة التي باتت أفضل بفضل تضحيات الشهداء.

لم تغفل الفتاة السيناوية توجيه التحية والشكر لرجال الجيش المصري في ذكرى حرب أكتوبر على الجهد المبذول في سيناء، «الوضع أصبح أفضل بكتير بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة وكل ما أشوف الأفارول على أرض سيناء بحس بأمان وراحة»، بحسب تعبيرها.