رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

النقيب كمال النمر متحدثًا عن ذكرياته في حرب أكتوبر: «مخفتش من الموت واللي خاف مات»

كتب: نرمين عصام الدين -

08:00 ص | السبت 07 أكتوبر 2017

النمر

طلب منه المقدم «فتحي» الذي لم يعلم نبأ ذهاب روحه في غضون ساعات، أن يُجري اتصالا تليفونيا للاطمئنان على زوجته وأولاده، ويبعث رسائل السلام لهم، حتى حقق النقيب كمال النمر، الذي عمل بسلاح «الإشارة» طلبه.

مكالمة لا تتعدى مدتها الـ5 دقائق، على إثرها شكره المقدم «فتحي» واحتضنه بشدة، في موقف من ضمن عدة مواقف يتذكرها النقيب النمر، في ذكرى نصر أكتوبر الـ44، الذي عمل بسلاح «الإشارة»، ويبلغ من العمر 74عاما في «فخر وسعادة بالغة»، حيث كان سببا في تحقيق الوصل بين الرئيس ومرؤوسه من ناحية، واتصالهم بأسرهم من ناحية أخرى.

تخرج كمال مسلم النمر، من كلية الزراعة والتحق بالقوات المسلحة المصرية في عام 1970، في رتبة الظباط الاحتياطي: "عيشت في وادي الجن في الصعيد، حيث وجود كلية الظباط الاحتياطي هناك بعيدًا عن منطقة القتال" يقول "النمر".

تخرج «النمر» من أول دفعة «27احتياط»، بعد أن قضى تدريب استمر  لمدة 3 أشهر ووصفه بـ«القاسي»، حيث أن درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا، تلاه فترة تدريبية أخرى كان لها نفس المدة.

«كان نصيبي سلاح الإشارة في منطقة الجبل الأحمر في القاهرة»، كلمات يقولها النقيب النمر، حيث التدريب على أجهزة اللا سلكية، وما يتعلق بإرسال الإشارات واستقبالها، حتى أصبح مدربا للفرقة الثانية من كلية في معسكر الجيش «عزالدين حافظ» الذي يقرب من الإسماعيلية بـ 7كيلو.

«رئيس إشارة مدفعية الفرقة الثانية» هكذا يصف «النمر»، منصب قيادته الأولى مع قائد الفرقة اللواء حسن أبو سعدة، والعميد لبيب شراب، والعميد المشير أبوغزالة (قائد مدفعية الجيش)، واللواء حاتم شميس، واللواء سومان حماد: "كنا بندرب العساكر بشكل قاسي"، وذلك في آواخر 1970 حتى قيام الحرب في السادس أكتوبر 1973.

توزيعه على سلاح الإشارة وارتباطه الدائم بالتعامل مع الجهاز "اللاسلكي"، سّهل عليه مهمة الاطمئنان على أسرته، وخطيبته التي ارتبط بها في 1971: "أنا اللي كنت بتصل، وكان الأمر سهل، بتصل بيها يوميًا، لأني ماسك سلاح الإشارة"، وتزوجا في 1975: "كانت مشاعرها أثناء الحرب كبيرة جدا، وعدينا مواقف كثيرة مع بعض".

وذكر أن  الدعوات التي كانت يرددها والديه أثناء المكالمات الهاتفية كانتى تشعره بتحقيق النصر "كانوا دايمًا يدعوا لينا ربنا ينصركم".

وتمثلت مهمته العسكرية  في تحقيق الاتصال بين الرؤساء ومرؤوسهم، رافقها مهمات اجتماعية، في اتصال العساكر بأسرهم، والاطمئنان عليهم في مكالمات قصيرة لا تتعدى مدتها الـ 5دقائق، وحكى عن تفاصيل يومه أثناء تلك الفترة حتى قيام الحرب، والتي بدأت  في السادسة صباحا.

ويؤكد النمر أنه لم يعلم بقرارالضربة الأولى إلا بعد بساعتين فقط: "أنا كنت صايم، وجالنا أمر بالإفطار، والتجهيز بارتداء لبس الميدان".

وأوضح «النمر» أنه كان يتم توزيع الوجبات الجافة من الُجبن وعبوات الفول المحفوظة، واللبان على المحربين "عشان ريقهم ما ينشفش".

 وبدأت ظهور الطائرات في الساعة الثانية ظهرًا يقول: "الطلعة الأولى أثلجت صدرنا، وبدأت مجموعة تتحرك من عندنا من الإسماعيلية إلى قناة السويس، الناحية الغربية"، مضيفًا صواريخ بعيدة المدى تدعى «الظافر والقاهر» تم إطلاقها على الصف الأول  للعدو، حيث سلاح المشاة والمهندسين.

وبعد مرور أربعة أيام على الحرب يقول، "أنا مخفتش نهائي كل اللي كان بيخاف من الموت مات فعلا".

يعد النمر الكثير من الأسماء التي استشهدت واصفا بمن يخف أنه «حالة نادرة»، متذكرًا الأيام الصعبة التي مروا بها «كلنا كنا بننام ساعتين فقط في اليوم، والعدوً كان بيرمي علينا القنابل تدعى البلي"، إن أحد المقاتلين في أثناء الحرب، أصيب بحالة من الذهول لكثرة الذين استشهدوا حوله ولم يستوعب أنه على قيد الحياة إلا بعد أن قام بحضنه.

يقول النمر إنه كان هناك حالة فرح دائمًا منتشرة بين المقاتلين: «كنا بنضحك وإحنا في الميدان، لأننا كنا في حالة فرح حقيقية بالنصر»، حتى عودته إلى قواعده بمعسكر عزالدين حافظ.

النمر له أشقاء، ذوي التعليم العالي، حيث أخ قضى فترة تجنيد في سلاح المظلات: «ولدي ليس له نشأة عسكرية، وكل واحد مشى في طريقة».

بعودته إلى بيته بالشرقية: «الأهل والجيران بيرسلوا النهاني من وقتها، لحد الآن، والناس عمرها ما تنسى النصر».

النمر له ثلاثة أبناء، وثلاثة أحفاد: «بأحب أحكيلهم لما بنقعد بالليل عن التفاصيل اللي مرينا بيها"، متابع أن زوجته فخورة به أمام الجميع «هي كانت بتتمنى إني مخرجشي من الجيش».

«وقد أبلي بلاء حسنا في العمليات الحربية بسيناء».. جملة أخيرة كتبت بخط يدوي، في «شهادة العبور»، تسلمها النقيب قبل إنهاء خدمته بـ 6 أشهر في 1975، في احتفالية كبيرة، ويقول: «الجملة تعني أني أتممت مهامي في الحرب على أكمل وجه، وهذا تشريف لأي حد».

 

 

الكلمات الدالة