على أحد الأرصفة جلس الطفل أمام المارة، وأخذ ينظر يمينًا ويسارًا كلما شاهد شخصًا يمر أمامه، كأنه يعرفه تمامًا لكن كل من رآه لم يكن في حسبانه أن نظراته تلك تعبر عن حيرته وإحساسه بالخوف، وعدم استيعابه للأمر، على وجهه آثار الخوف والرهبة، جلس وحيدًا بأحد شوارع مدينة أبو كبير بالشرقية ينتظر المجهول ويردد بصوته الخافت: «بابا.. بابا».

ساعات مرت على جلوس الطفل وحيدا

بضعة ساعات مرت على جلوس الطفل الذي لا يتجاوز العامين ولم يظهر الشخص الذي تركه يواجه المجهول في الشارع الهادئ البعيد عن الزحام حسبما أكد «و.ص» أحد سكان المنطقة بقوله إن الطفل كان يلتفت ويخطف النظرات وكأنه ينتظر شخص لم يأتيرغم أن الكثير من الوقت قد مر وبدت عليه آثار الخوف والرهبة.

أحد الأهالي: الطفل كان جالسا أمام منزل جاره 

يضيف أحد الأهالي في حديثه لـ«الوطن» أنه لاحظ مرور الوقت وكان يراقب الطفل من شرفته ولم يكن في اعتقاده في البداية أن أحد الأشخاص أتى بالطفل الذي لم يستطع حتى النزول من «الرصيف» المرتفع خوفًا من ارتفاعه الشاهق بالنسبة لقصر طول الطفل مؤكدًا أن المنزل الذي تركه هذا الشخص المجهول أمامه هو منزل صديقه «الرصيف اللي قاعد عليه ده مدخل واحد جارنا».

شخص مجهول تركه وبجانبه حقيبة 

يؤكد «و.ص» أن الشك راوده بعد مرور وقت كبير على رؤيته لهذا الطفل أمام منزل جاره فاقترب نحوه ووجده يرتجف ويريد أن يقول شيئًا لم يستطع قوله حتى بدأ ينظر له ويردد بصوت خافت«بابا..بابا» مضيفًا أن الشخص الذي فعل ذلك ترك الطفل وبجواره حقيبة وأنزله من الرصيف المرتفع وأعطاه بعض الماء:«الولد كان عطشان جدًا وشرب مية كتير». 

ووصف في نهاية حديثه ما حدث بقوله إن العديد من الأهالي تجمعوا فور معرفتهم بما حدث للطفل وأخذوه لمسجد قريب ونقلًا عن أحد جيرانه أكد أن هناك «رجل» جاء إلى المكان وترك الحقيبة والطفل في هذا المكان ولم يتوقع أنه تركه وذهب مؤكدًا أن الأهالي أبلغوا الشرطة وجاري تفريغ الكاميرات بالمنطقة للوقوف على أسباب الواقعة.