كتب: آية أشرف -
02:03 ص | السبت 17 يوليو 2021
رغم ملامحها الرقيقة، ووجها البشوش، وسنها الصغير، استطاعت هدير عبدالمنعم، 37 عاما، أن تحجز لنفسها مقعدًا بين الجزارين بأحد مدابح الشرقية.
الجزارة «هدير»، التي عُرفت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ «الجزارة الكيوت»، أو «أجمل جزارة بالشرقية» التي بدأت مشوارها بين المدابح منذ 5 سنوات، عقب تخرجها من معهد فني تجاري، بل وعملها لعدة سنوات بتسويق مستحضرات التجميل، ثم اللحوم قبل أن تسلط طريقها نحو عالم الجزارة.
تبدأ أول جزارة في الشرقية، يومها منذ الصباح الباكر، تدق أبواب محلها بعدما تعتني بأولادها المتواجدين بمراحل تعليمية مختلفة، لتنتهي أمومتها عند هذا الحد، وتبدأ رحلتها مع الجزارة وزبائنها.
الاستعدادات لعيد الأضحى، ومسؤولية «هدير» تجاة زبائنها الذين اعتادوا عليها منذ سنوات، دفعها لمباشرة عملها بعد وضعها مولودها الخامس بأيام: «ولدت ابني الخامس من شهر، ونزلت الشغل بعدها بأيام عشان أشوف شغلي، دي مسؤولية مقدرش اتخلى عنها حتى لو تعبانة والعيد قرب».
تقف «هدير» وسط المدبح، ومحل جزارتها تذبح العجول والخرفان، والمواشي بعيد الأضحى، لا تهاب منظر الدماء التي تغرق بها الشوارع، ولا تخشى تقلبات المواشي خلال ذبحها: «كنت الأول بخاف، لكن دلوقتي لاء، اتعلمت وبعمل كل حاجة وأنا في مكاني، مش بروح أدبح لحد كله عندي».
وتابعت: «اتعلمت على إيد جزارين، وبدأت بذبح خروف من الألف إلى الياء، وذبحت وسلخت وقطعت الذبيحة».
أكدت «الجزارة الكيوت»، أنها كسبت رضى أولادها مؤخرًا، رغم اعتراضهم على الأمر في البداية: «كانوا متضايقين الأول من الشغلانة وصحابهم بيضايقوهم، لكن بعدها تقبلوا وعاوزين كمان أعلمهم، وحتى جوزي بيدعمني ويشجعني».