رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بيع الإكسسوارات أنقذ «فاتيما» من اكتئاب الساحل.. مسؤولية وترفيه ومكسب

كتب: آية المليجى -

06:00 م | السبت 28 أغسطس 2021

الطفلة  «فاتيما» تبيع الإكسسوارات على الشاطئ

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، كان الساحل الشمالي المنفذ الوحيد الذي لجأت إليه أسرة «ولاء» برفقة أبنائها الثلاثة، أكبرهم «فاتيما» صاحبة الـ11 عامًا، جو جديد وعالم مختلف من أشخاص لم تألف التعامل معهم، حواجز كثيرة وشعور بالوحدة ظل مصاحبًا للصغيرة التي عانت من الاكتئاب، حتى جاء الحل من والدتها متمثلًا في «بيع الإكسسوارات» على الشاطئ، فكرة مختلفة أكسبت الصغيرة الجرأة وأدركت قيمة «القرش». 

منذ أن انتقلت «ولاء» مع أسرتها إلى الساحل الشمالي، كانت الوحدة تتسرب شيئًا فشيء إلى طفلتها «فاتيما»، حاولت الاندماج مع من يقاربها في العمر، لكن الأمر لم يكن سهلًا عليها، فـ«التفتح الزائد»، حسب وصفها، أدخل الخوف بداخلها: «متقبلتش القعدة معاهم»، بحسب حديثها لـ«هن».

فاتيما عانت من الوحدة والاكتئاب في الساحل الشمالي

تزايد شعور الوحدة لدى «فاتيما» أدخلها في حالة من الاكتئاب، حتى رأتها والدتها في إحدى المرات تبكي على الرصيف «أكتر مرة صعبت عليا.. لقيتها بتعيط وبتقولي مش عارفة أتعامل مع حد»، أفكار كثيرة ظلت تراود الأم في محاولات لتخفيف الوحدة على طفلتها، لتكن الإكسسوارات النور الذي أخرج الصغيرة من وحدتها.

روت «ولاء» تفاصيل الفكرة حين أتت إليها شقيقتها إلى الساحل الشمالي، ومعها كمية كبيرة من الإكسسوارات المناسبة لأجواء المصيف، بدأت الأم برفقة شقيقتها وأطفالها يتجولون على الشاطئ لبيع الإكسسوارات، كنوع من الترفيه، فالمكسب المادي ليس هدفهم، لكنها حاولت مساعدة طفلتها التي بدأت بالفعل تلتقط ما تردده والدتها لبيع الإكسسوارات «بدأت تلقط الكلام».

فاتيما نزلت لبيع الإكسسوارات برفقة والدتها وخالتها

خطوة بخطوة، بدأت «فاتيما» تخرج في جولة سواء بمفردها أو برفقة أبناء خالتها، لكسر حاجز الخوف والخجل لديها «في الأول كانت مكسوفة»، إلا أن التشجيع الدائم الذي لاقته الطفلة صاحبة الـ11 عامًا، زاد من حماسها لبيع ما تمتلكه من إكسسوارات «بقت تتشجع أكتر من الأول».

لمدة نصف ساعة أو ما يزيد عنها قليل، كانت «فاتيما» تتجول على الشاطئ، لبيع ما لديها من إكسسوارات، مهمة طريفة لكن فوائدها عادت عليها بالمزيد، فالصغيرة أصبحت صاحبة شهرة في الساحل الشمالي، خاصة في «الكومباوند» الذي تعيش فيه برفقة أسرتها «اتعرفت على ناس كتير».    

لم تخش «ولاء» مواجهة الانتقادات، فصغيرتها تبيع فقط داخل «الكومباوند»: «حبيت الفكرة عشان بنتي كسرت الخوف جواها»، ما فعلته الصغيرة ألقى بظلاله أيضًا على من يقاربها في العمر.

كسر حاجز الخوف ليس فقط ما حققته «فاتيما»، لكنها أدركت أيضًا قيمة المال، خاصة أنها تنتمي لأسرة ميسورة الحال، وهذا ما تخشاه الأم، لذلك أصبحت تعوّد طفلتها على قيمة المجهود وما تكسبه «اتعودت تتعب عشان تلاقي.. أول مرة كسبت 400 جنيه لكن خدت بس مصروفها».

فاتيما: هعمل بيدج على إنستجرام لبيع الإكسسوارات

حب «فاتيما» لما تفعله يزيد بداخلها يومًا عن يوم، لذلك ترغب حاليًا في صنع الإكسسوارات بنفسها، هو ما تساعده فيه الأم، خاصة بعدما طلبت لها المواد الخاصة بصنع الإكسسوارات «بشجعها وهنعمل بيدج على الإنستجرام عشان تعرض اللي هتصنعه».